بهدوء ودعت المخواة في يوم الأحد 30 صفر 1431ه ابنها الأديب والشاعر والمثقف بلغيث بن عبد الله العمري وحلت وفاته بعد فترة طويلة من المرض، هي نهاية سنوات من الابتعاد بعد صراع مع المرض والعجز فرض عليه الوحدة والانزواء بعيدا عن ضجيج الحياة والابتعاد عن أضواء عاش في ظلها طويلا كشاعر ومثقف وأديب وتربوي. نستحضر طرفا من سيرته فتجود الذاكرة برجل قدر لنا أن نتتلمذ على يديه ونستعير وجهه الهادئ ونشاطه الأدبي والثقافي والفكري فنستلهم الكثير مما نحن في حاجة إليه اليوم، نتأمل سيرته فتلفحنا لوعة من حزن لأنه يصدق فينا قول الشاعر: (لنحن أغلظ أكبادا من الإبل)، لأنه منذ فرض العجز عليه الانزواء وهو ينأى عنا دون حتى عناء السؤال عنه إلا من قلة نتذكر أن لكل خافقة سكونا، فنتمثل بلغيث بن عبد الله، فقد خبا اليوم بعد أن كان بالأمس يملأ جنبات المكان شعرا وشعورا، حضورا وثقافة في زمن كان الإنسان في هذه المنطقة مسحوقا بهم يومه إلا نفرا قليلا ممن هم أمثال بلغيث ممن سبقوا زمانهم فتركوا أثرا وإرثا استلهم مرحلة الشباب ونحن نراه مديرا لمعهد المعلمين في المخواة، فكان الأب والتربوي والمثقف والأديب والشاعر الذي تسر بحسن حديثه وجمال منطقه وروعة نظمه، نستحضر الشاعر الأديب فيصافحك هدوءه ورزانته وسعة صدره، تستعيد شريط الذكريات فيحضر لك هذا القامة الثقافية التي أثرت المشهد الثقافي بالكثير من خلال عضويته في لجنة نادي الباحة الأدبي الثقافي والتي لا تخلو مطبوعاته القديمة من اسم بلغيث بن عبد الله. ناصر العمري المخواة