في موضوع الصداقة أشعر أني في بعض الأحيان ساذج، وفي أحيان أخرى أشعر بأن عالم الصداقة هذا عالم لا وجود له. وفي عز ساعات الألم من خيانة صديق أجد بأن الحياة باتت مريرة. مرات ومرات وتتكرر الحكايات باختلاف الشخصيات. سألت نفسي بعد عدة قصص وحكايات: هل بك عيب اضطر من كنت تعتبرهم أصدقاءك لخيانتك؟ أم أن هناك من بات يؤمن بجدوى تقاطع المصالح لا الصداقة الدائمة؟ فكرت واحترت، وفي بعض اللحظات كدت أصاب بشلل فكري. هناك من يخونك ولا يصونك ويتمنى إذلالك لا إكرامك ويكرهك لايحبك، ليس لديه من وسيلة لتبرير سوء الغاية سوى الدخول لك من أجمل الأبواب، وبرائحة أعبق العطور تراه فتقول «ليتني عرفتك من زمان»، لكنك لا تدري ما يخبئ لك الزمان مع هؤلاءالذين ليس لهم من وصف سوى أنهم أقرب للحرباء من غيرها. لهم كل يوم لون مختلف، تبعا لتلون الظروف ويختبئون وسط الغالبية. إن واجهت أمثال هؤلاء ستدرك سماتهم بعشقهم لك وبلا سابق مقدمات، يكيلون لك المديح دون سبب. الصديق الصدوق عون لك لا عليك، وسراج منير لا نار حارقة. يعتذر عندما يخطئ ويعفو عنك إن أخطأت. لنفكر في روعة وجمال وسمو الصداقة، ونغربل من حولنا، لن يتبقى سوى القليل ممن نعرف، لا يهم طالما أنهم صادقون وإن قلوا. حسن السهيمي جدة