تعلمت من الحياة أن لا أصدم فيها بأمراً ما فكما أعطيها فقد تأخذ مني, ولأن كل شيء جائز فليس من البعيد أن تصدم في هذه الحياة بمن تحب, فتفتح الأحزان عليك مصراعيها غير أبهة بمشاعرك وأشد ما يكون وقعا على القلب,هو هجران الصديق ومقابلة الإحسان بالنسيان,الصديق هو ذلك الإنسان الذي رسمت في مخيلتي أنه الأخ الذي لم تلده أمك,وهو ذلك القلب الذي استودعته كل ما أملك من مدخرات الهموم والحكايات التي لا تنتهي,أودعته جل ما في حصيلتي من مخزون على مدى العمر والسنين فعندما تبحث في هذه الحياة عن سند عن عماد عن قلب تفتح له قلبك تحبه ويحبك تبادله الهم ،تستشيره في أمراً قد احترت فيه ,تأخذ برأيه في كثيرا من أمور حياتك فهو المحب والمخلص دائما (ربما في نظرك) تعطيه ولا تفكر أن تأخذ منه أبدا , وتفشي له بما يختلج في عقلك تعطيه الحب بلا حدود ، وتضحي من أجله بالكثير الحب والإخلاص والوقت والجهد وحتى التفكير تؤثره على نفسك وتقدمه على غير,يمتلك مساحات واسعة من عقلك وقلبك حتى كادت أن تخلو من غيره لا تنتظر منه رد الجميل سوى بالإحسان ومقابلة العطاء بوفاء والإخاء بصدق ووفاء وحفظ الود ما عظمت الأيام وطال العهد, وما هي إلا أيام وربما لحظات وفجأة 00تفتح الحياة صفحة أخرى ذات لون داكن وكتابة مبهمة تغير ملامح الحب وتعطيه لونا بلونها فيتحول الأمر وكأن شيئاً لم يكن تتغير القيم وتختفي الأصول خلف أسوار التجاهل حتى لا نراها فيهرب الوفاء بدون رجعة مخلفا ورائه عددا لا بأس فيه من الجرحى وتلحق فيه كذلك المودة معلنة هي الأخرى رحيلها من قلب صديقنا الغالي وهكذا يكون كل شي وفي لمح البصر نسي ذلك الصديق كل شي نسي أياما تسامرنا فيها ولحظات سعدنا بدقائقها نسي قلبا أحبه فأكن له مشاعر نبيلة بكل ما تحمله حنايا قلبه نسي كم من دمعة بيدي مسحتها وأبدلت حزنها فرحا نسي كل ما بيننا من أواصر الصداقة والأخوة ,نسي كم مرة أمسكت بيده أمسح عنها عناء السنين أضمها بين أصابعي وأرسل عبرها رسائل أخوية نابعة من قلب صادق محب لصديقه ,نسي ابتساماتي عندما ترى عيناني عينيه فأكون لحظتها كأنني أملك الدنيا بما فيها وسعادتي ليس لها حدود أصفها نعم نسي بل ليت الأمر بقي على فراق وبعد بل وصل للضرر بأشد أنواعه ، إنه النسيان وفي لحظة تأمل قلت في نفسي بعد أن أخذت نفسا عميقا وعزمت على أن تبقى تلك الصداقة في خزانة تفكيري حينها تبادر لي سؤال فحواه: -من أين لبعض البشر هذه القسوة؟ وأين الضمير في داخلنا ؟ عندها أيقنت أن البعد عن الله حرمانوأي حرمان أعظم من أن نعيش بلا ضمير ذكرت الله واستغفرته وقلت : سامح الله المحبةلأنها تجبرنا على أن لا نعيش فرادا وأن نخالط من لا يعرف قدر حبنا له وتنهدت وختمت ألمي بسؤال واحد فقط كي أكون خلاف المشيعين هم يبكون حزناًوأنا أطير فرحاً ومضة : إذا ما جار عليك الزمان يوماً ، ورمى بك في أحضان صديق غادر ، فأعلم أن بقائك في أحضانه خسارة فادحةتدفعها من عمرك00 (كتبت هذا المقال عندما بكت أمامي بعد أن فقدت صديقتها بكل سهوله بسبب زملاء السوء وهي ما تزال تحبها !! بقلم / حصه بنت صالح المحيميد