لا أريد أن أدخل في جدل حول مسجد «الكوع» وهل صلى الرسول صلى الله عليه وسلم في موقعه أو قريبا منه أم لا ؟ .. أو هو عليه الصلاة والسلام قد مر في المنطقة أصلا أم لا ؟ ولكني أسائل الجهات التي تمنع الصلاة فيه عن موقفها بعدم السماح بأداء الصلاة المكتوبة بداخله !! أو حتى فتحه لأداء الصلاة فيه إذا مرت جماعة في الموقع ساعة حلول الفريضة، أو في أي وقت كان مادام أن المصلين يتجهون إلى القبلة لأداء الفريضة أو تقربا إلى الله بالصلاة نفلا ، فالحق سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم : « إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة»، فالحق سبحانه وتعالى يبين هنا أن عمارة المساجد باستغلالها في العبادة، واستغلالها في طاعة الله سبحانه وتعالى كما يقول المفسرون لا يصدر إلا من مؤمن يريد وجه الله ويبتغي الدار الآخرة . فلذلك قال سبحانه وتعالى ( إنما ) التي هي أداة حصر «إنما يعمر مساجد الله» ويدخل في ذلك مساجد الجماعات والمصليات وغيرها «من آمن بالله واليوم الآخر» فالذي آمن بالله هو الذي يعرفه ويعرف عبادته، والمؤمن باليوم الآخر هو الذي يحتسب ويرجو الأجر فيما يعمل «وأقام الصلاة» لأنها هي التي تعمر بها المساجد. هكذا قال المفسرون .. ولذلك يبدو غريبا، بل ومستنكرا أن يقفل مسجد الكوع ويتم تسويره ولا يتم فتحه إلا لمن أراد أن يصلي بمفرده أو يقرأ القرآن، كما جاء في جريدة «الوطن» بعدد يوم الجمعة الماضية 28 صفر 1431ه والتي قالت على صدر صفحتها الأولى : تصاعد الخلاف بين جهتين حكوميتين حول المكانة الروحية الأضافية لمسجد الكوع في الطائف ، ويلخص هذا الخلاف سؤال يقول : هل مر الرسول صلى الله عليه وسلم ب «الكوع» حيث شيد مسجد لاحقا ؟ أم أن النبي لم يمر بالمكان ولم يصل فيه ؟ وفيما تعتقد الهيئة العامة للسياحة والآثار بصحة الواقعة، ينفي المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في محافظة الطائف ذلك ، وفور وصول السائح إلى المسجد تقابله لوحة رسمية للهيئة العامة للسياحة والآثار تشير إلى أن هذا هو «المكان الذي يعتقد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف فيه» ولكن ، وبعد أن يخطو السائح نفسه ثلاث خطوات، تقابله لوحة رسمية أخرى للمكتب التعاوني للدعوة والإرشاد تؤكد: لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في هذا المكان ولا جاء إليه . لوحة الهيئة العامة للسياحة والآثار هي الأبرز والأكبر، حيث تنتصب على عمودين يرتكزان على قاعدتين خرسانيتين قبالة مسجد الكوع ويقول شرحها باللغتين العربية والإنجليزية : ينسب هذا المسجد للمكان الذي يعتقد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم وقف فيه أو قريبا منه عندما قدم إلى الطائف أول مرة، ولذلك يطلق على هذا المسجد أيضا ( مسجد الموقف ) ويعود تاريخ بنائه إلى أواخر العصر العثماني على الأرجح، أما لوحة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في محافظة الطائف «مندوبية غرب الطائف» فذات لغات أكثر، وهي المثبتة على السياج المحيط في المسجد وقريبة من مدخله وتبتعد عن الأولى نحو ثلاثة أمتار، وتقول كلماتها المكتوبة بثماني لغات، العربية والإنجليزية والأردو والسريلانكية والبنجلاديشية والهندية والفلبينية والإندونيسية: لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلى في هذا المكان» . موقف غريب من المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد خاصة أنه يناقض معلومات صادرة عن جهة رسمية تدل على ما يرويه التاريخ عن المسجد وإلا فإن المسلم به : «أن المساجد لله». وكان يكفي المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد أن يكتفي بالكتابة على لوحته التي وضعها عند المسجد هذه الآية الكريمة : « إن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا» وكفى . فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة