افتتح فضيلة وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري الليلة الماضية جامع " العُمري" في مخطط اللؤلؤة بحي العزيزية جنوب مدينة الرياض ، الذي بني على النفقة الخاصة للشيخ حمد بن علي العُمري بمبلغ وصل إلى قرابة (3000000) ثلاثة ملايين ريال . وقد أدى فضيلة الدكتور السديري صلاة العشاء في الجامع ، وفضيلة المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة الرياض الشيخ عبدالله بن مفلح الحامد ، والشيخ حمد العُمري ، وجمعاً من المواطنين والمقيمين . وبعد الصلاة ألقى الدكتور السديري كلمة حمد الله في بدايتها، وقال : نحمد الله تعالى أن يسر لنا الصلاة في هذا المسجد المبارك بعد أن تم بناؤه وتشييده ، وهذه نعمة عظيمة من نعمه سبحانه وتعالى أن نرى بيوت الله مرفوعة ومشيدة ، قال تعالى : { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه } ، وامتن الله سبحانه وتعالى على عمّار المساجد بهذه النعمة التي تستحق الشكر ، وذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم ، وقرن الإيمان ببناء المساجد ، قال تعالى : { إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر } ، فهي علامة من علامات الإيمان إذا خلصت النية لله سبحانه وتعالى ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( من بنى لله بيتاً بنى الله له بيتاً في الجنة ) ، ولو كانت مساحة هذا المسجد صغيرة جداً بأن ساهم في بناء بيت من بيوت الله فكيف بمن يبني مثل هذا المسجد العظيم . وواصل فضيلته قائلاً : إن مجتمعنا في هذه البلاد المباركة مجتمع خير ومجتمع تواصي على الحق وتواصي على الصبر ، ومجتمع برٍ وعطاء ، وعوّدنا على ذلك ولاة أمرنا حفظهم الله الذين نرى أعمالهم الجليلة في بناء بيوت الله والاهتمام بها ، والاهتمام بالدعوة إلى الله ، وأعظم مثال على ذلك ما نراه من رعاية الحرمين الشريفين اللذان يفد إليهما الملايين من المسلمين في كل عام من العمّار والزوار والحجاج ، وليس غريباً على أبناء هذه البلاد المباركة أن يقتدوا بولاة أمرهم في هذا الأمر ، فنحمد الله سبحانه وتعالى أن جعل بيننا من يهتم بإعمار بيوت الله . وأردف الدكتور السديري يقول : إن عمارة المساجد حسية من البناء والتشييد ، ولكن الأهم من ذلك هي العمارة المعنوية في أداء الصلاة وأداء الطاعات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بذكره في هذه البيوت ، وهذا الأمر هو الذي من أجله تشيّد بيوت الله ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل ، والارتباط ببيوت الله وأن يجعل قلوبنا معلّقة بهذه البيوت وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث من السبعة الذين يضلهم الله في ضله يوم لا ضل إلا ضله : ( رجلٌ قلبه معلّق بالمساجد ) ، معلق ببناءها بأداء الصلاة فيها ، وذكر الله سبحانه وتعالى ، و بالعناية والاهتمام بها . وفي ختام كلمته وجه الدكتور السديري الشكر للشيخ حمد العُمري على ما قام به من بناء هذا الجامع ، مؤكداً على أهمية تشجيع مثل هذه الأعمال الخيّرة لتحفيز رجال الخير والعطاء في بلادنا المباركة على القيام بمثل هذا العمل الجليل العظيم عند الله سبحانه وتعالى . وكان إمام الجامع الشيخ صالح بن عبدالعزيز الغايب قد ألقى كلمة استهلها حامداً الله تعالى على نعمة الإسلام ، ونعمة العقيدة الصحيحة الصافية ، عقيدة السلف الصالح ، ونعمة الأمن ، قال تعالى : { الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون } . ثم تحدث فضيلته عن فضل بناء المسجد وعمارتها ، وقال : إن بيوت الله هي المساجد ، حيث صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أحب البلاد إلى الله مساجدها ) ، فحريٌ بالإنسان أن يبادر قبل أن يغادر في معرفة كيفية إنفاق ماله وأين يضعه ، والنبي صلى الله عليه وسلم حث على الإنفاق ، وأن يوقف الإنسان أوقافاً قبل أن يغادر هذه الدنيا . وقبل مغادرته الجامع ، أدلى الدكتور توفيق السديري بتصريح للصحفيين قال فيه : إن خير افتتاح لبيوت الله هو أداء الصلاة فيها ، وقد يسر الله لنا الصلاة في هذا المسجد المبارك ، مهنئاً من قام ببناء هذا المساجد وتشييده ، داعياً أهل الخير في هذه البلاد المباركة وهم كثر ولله الحمد للتنافس في هذا المجال ، وهو من خير المجالات التي يتم التنافس فيها .. لاسيما مع التطور العمراني الذي تشهده المملكة العربية السعودية ، فهي بحاجة إلى مثل هذه المساجد المكتملة الخدمات ، والمرافق ، والتي تخدم سكان هذه الأحياء ، معرباً عن فخره واعتزازه بأبناء هذا الوطن الغالي وبما يقدمونه من أعمال لخدمة دينهم ، ووطنهم ، وأمتهم . وأكد فضيلته في نهاية تصريحه أن وزارة الشؤون الإسلامية تمد يدها لكل فاعل الخير، وقد عملت خطوات مؤخراً في هذا الصدد حيث أصدرت دليل للتعامل مع فاعلي الخير من قبل فروع الوزارة ، ولدينا خطوات تطويرية أخرى لتحفيز فاعلي الخير ، والتعاون معهم وتشجيعهم في هذا المجال . الجدير بالذكر أن المساحة الإجمالية للجامع تبلغ (1500) م2 شاملة مساحة السكن الخاص بكل من إمام الجامع ومؤذنه ، ويستوعب الجامع ل (1332) مصلي ، منهم (766) مصلي في الداخل ، و(366) مصلي في ساحة الجامع الخارجية المغطاة حماية للمصلين من حرارة الشمس ، والأمطار ، فيما يستوعب مصلى النساء في الجامع (200) امرأة ، إلى جانب مواقف سيارات تتسع لأكثر من (200) سيارة . وقد بني الجامع على التراث المعماري الإسلامي البعيد عن الزخرفة المبالغ فيها ، حيث روعي فيه البساطة وجمالية الشكل بما يتناسب مع قدسية هذا المكان الذي هو أحد بيوت الله في أرضه ، وينتظر أن يكون بإذن الله منارة للهدى والعبادة وإقامة الصلاة ، وتعليم كتاب الله حيث حلقات تحفيظ القرآن الكريم للبنين ، ودار نسائية لتعليم كتاب الله للبنات ،إلى جانب البرامج الثقافية والدعوية التي ستقام فيه من ندوات ، ومحاضرات ، كلمات وعظية متنوعة .