حسم أطباء النساء والولادة الجدل حول أهمية إعطاء النساء الحوامل التطعيم ضد فايروس H1N1، بعد أن سجل أحد المستشفيات أخيرا في جدة وفاة سيدة حامل بالمرض. وأوضح الأطباء ل«عكاظ»، «ليس هناك ما يمنع إعطاء الحقنة للحوامل، خصوصا أن منظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات العلمية الطبية العالمية أوصت السيدات الحوامل بأخذ اللقاح لمنع الإصابة بالفايروس؛ لأن هذه الفئة من المجتمع تكون أكثر عرضة للإصابة به»، مؤكدين أن وفاة حالة بالمرض لا يدعو للقلق أو المخاوف، إلا أن أخذ التطعيم كإجراء وقائي يجنب التعرض للفايروس. توصيات عالمية استشاري أمراض النساء والولادة وأطفال الأنابيب في مستشفى جامعة الملك عبد العزيز في جدة البروفيسور عبدالرحيم روزي قال في هذا السياق: «إن جميع التوصيات العالمية تؤكد أهمية التطعيم للسيدات الحوامل»، مفيدا أن منظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات العلمية الطبية العالمية أوصت وأقرت بأن على السيدات الحوامل أخذ لقاح H1N1 لمنع الإصابة بالفايروس؛ لأن هذه الفئة من المجتمع تكون أكثر عرضة من غيرها للإصابة به. ولحظ روزي «أن إصابة الحامل بالفايروس قد يترتب عليها مضاعفات عديدة تؤدي إلى الوفاة»، واستشهد بالسيدة الحامل التي توفيت نتيجة تعرضها للمرض في جدة، لافتا إلى أن الجمعية الأمريكية للعقم أوصت وشددت على السيدات اللائي يردن الحمل بضرورة أخذ اللقاح لمنع الإصابة في فترة الحمل وذلك في اجتماعها الأخير في أكتوبر 2010م في اتلانتا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. روزي نبه أن توصية المجمعات العلمية العالمية في كل العالم تقريبا تنص على إعطاء اللقاح للسيدات الحوامل؛ لأن مضاعفات الإصابة بالمرض في الحمل كبيرة، وأن احتمال وجود انعكاسات للقاح أثناء الحمل تكون محدودة، لا سيما أن جميع الحوامل اللواتي أخذن التطعيم لم يلحظن وجود أية أعراض جانبية، وجاءت التوصية بالإجماع لإعطاء اللقاح للمجموعات المعرضة أكثر للإصابة بهذا المرض. وردد روزي ما قالته رئيسة منظمة الصحة العالمية أخيرا في إحدى المؤتمرات العالمية، «إنه من الأفضل إعطاء التطعيم لكل من يحتاج، خصوصا أن نتائج ذلك إيجابية في الوقاية أفضل بكثير من عدم إعطاء التطعيم وتعرض البعض للوفاة، ومن ثم إبداء الأسف والندم على تجاهل وعدم إعطاء التطعيم». بخاخ وحقنة استشاري النساء والتوليد الدكتور هشام عرب أفاد أن هناك نوعين من تطعيم انفلونزا الخنازير، الأول البخاخ ولا ينصح به للحوامل، والثاني الحقنة، وهي الأكثر تداولا على المستوى العالمي، معتبرا «أن وفاة سيدة حامل بفايروس H1N1 ليس مقياسا على تعميم المخاوف، خصوصا أن حدة وموجة المرض قد استقرت على المستوى العالمي، وتاليا فإن أخذ التطعيم يظل اختياريا وليس إجباريا، مع التأكيد أنه ليس هناك أية مضاعفات للحقنة، ولا تؤدي إلى تشوه الجنين». وأشار عرب إلى أن «الخطة الوقائية التي وضعتها الدول العالمية لمكافحة الفايروس أثبتت جدواها في الحد من الإصابات، لاسيما أن هذه الانفلونزا أصبحت عادية مثل الانفلونزا الموسيمية، لكن هذه لا يعني عدم اتخاذ الإجراءات الوقائية المحددة لتجنب التعرض للفايروس، ومنها أماكن الازدحام، استخدام أدوات المصاب بالمرض خصوصا داخل البيت، وإهمال العناية الشخصية وأبسطها تعقيم اليدين». عرب نصح الحوامل بضرورة الاهتمام بالزيارة الدورية للأطباء وتناول فيتامين الحديد والكالسيوم، والتركيز على نوعية الأكل وليس الكمية، فتناول الأكل بشكل أكبر من اللازم يؤثر على صحة الحامل وجنينها والمولود مستقبلا، وممارسة الرياضة وأمتعها المشي والسباحة؛ لأن ذلك ينشط الدورة الدموية، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة، وتجنب تناول التدخين ومقاهي التدخين والشيشة؛ لأن التدخين السلبي يؤثر على الحوامل.