يشدد الأطباء على ضرورة تفعيل الحملة الإعلامية للتطعيم ضد انفلونزا الخنازير، خصوصا وأن 80 في المائة من الآباء والأمهات رفضوا إعطاء الأبناء اللقاح في المدارس، وفقا لما تداولته الصحف. ويؤكد ل «عكاظ» أستاذ النساء والولادة والعقم في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة البروفيسور عبدالرحيم روزي، واستشاري الأطفال في صحة جدة الدكتور نصرالدين الشريف «أن التعرض لفيروس H1N1 أخطر من أخذ التطعيم». فيروس متطور ويرى روزى «ضرورة الاعتراف أن المرض واحد في جميع دول العالم، مع تأكيد ظهور فيروس متطور وأشد خطورة على نطاق محدود جدا»، موضحا أن «الفرق بيننا وبين العالم الآخر اننا لم نقدر الفروقات في معنى الإحصائيات عن المرض، وركزنا فقط على السلبيات المبالغ فيها عن التطعيم، التي انتشرت بشكل سريع في الأيام والأسابيع الأولى لإنتاجه واستعماله». ويضيف «من الحقائق العلمية أنه كل عام يموت 36 ألف شخص ويدخل 200 ألف المستشفى في أمريكا بسبب الانفلونزا الموسمية، لكن حسب آخر الاحصائيات حتى منتصف 2009م توفي في الولاياتالمتحدةالأمريكية ما لا يقل عن 10 آلاف حالة، ومرض 50 مليون شخص بانفلونزا (h1n1)، وموسم الانفلونزا لم ينته بعد، حيث انه يمتد لشهر مايو من السنة الميلادية، أي ان مرض انفلونزا (H1N1) أدخل المستشفى نفس عدد المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب الانفلونزا الموسمية (200000)». ويشير روزي إلى أن غالبية المرضى العظمى (80 في المائة) وأكثر من الذين يموتون بسبب الانفلونزا الموسمية هم من كبار السن (فوق 60 عاما) الذين سبق أن أصيبوا بجلطات في القلب والدماغ، بينما غالبية المرضى العظمى وأكثر من الذين يموتون بسبب أنفلونزا (h1n1) هم من الأطفال وصغار السن والسيدات الحوامل، ومن يعاني من أمراض مزمنة. الانفلونزا والأطفال ويلحظ روزي أن «غالبية الموتى من انفلونزا H1N1 من الأطفال، حيث بالنسبة للانفلونزا الموسمية فإننا بعد الإصابة بها تتكون في أجسادنا مناعة ضد الفيروس، وعلى مر السنين تتكون لدينا مضادات ضد الفيروس، لذلك تكون الإصابة بانفلونزا H1N1 في الغالب محدودة كالانفلونزا الموسمية في البالغين الأصحاء. أما بالنسبة للأطفال وصغار السن، فإنهم لم يتعرضوا للانفلونزا الموسمية، وعليه لا توجد مناعة عندهم، فيكونون معرضين أكثر للموت والمضاعفات الخطيرة حين الإصابة بانفلونزا H1N1، وعليه فإن أحسن وسيلة واستراتيجية للدفاع ضد المرض في هذه المجموعة أخذ التطعيم الذي صنع لهذا الغرض لتكوين مناعة ذاتية ضد الفيروس، وبالنسبه لأخذ العلاج (Tamiflu) كاستراتيجية بدلا من أخذ التطعيم، فمعروف علميا أن إعطاء دواء (Tamiflu) للأطفال لمنع الإصابة بالفيروس كوقاية قد أوقف من شهور مضت نظرا للمضاعفات والآثار الجانبية الكثيرة في هذه السن وصعوبة إعطاء الدواء لفترات طويلة». الثقة والمضاغفات ويلمح روزي إلى «أن هناك من لا يثق في التطعيم في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى لأسباب كثيرة ومعروفة، لكن فلننظر للأرقام مرة أخرى، فعلى مر السنين التي أعطي فيها التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية لعشرات بل مئات الملايين من غير مضاعفات نادرة الحدوث أي انه يحمل تاريخا ممتازا في الفعالية والسلامة،كما ان تطعيم انفلونزا H1N1 هو في واقع الأمر قد مر بجميع مراحل الاختبار لضمان سلامته وصنع في نفس الشركات ونفس الطريقة التي صنع بها تطعيم الانفلونزا الموسمية، فيجب أن ندرك أن من يعيش خطر الإصابة بمرض انفلونزا H1N1 بدلا من أن يأخذ التطعيم سيتعرض لمخاطر أكثر إذا أصيب بالمرض، وكان صغير السن أو من المجموعات الأخرى، لذلك فإن بعض شركات التأمين في بعض الدول المتقدمة تلزم المريض الذي يرفض أخذ التطعيم بدفع تكاليف العلاج في حالة الإصابة بالمرض». التطعيم آمن ويتفق استشاري الأطفال الدكتور نصرالدين الشريف مع رأي الدكتور عبدالرحيم روزي، ويؤكد أن «كل مؤشرات التطعيم تلحظ مأمونيته وفعاليته في التعرض لفيروس H1N1، كما تبرز أهمية اللقاح للأطفال لكونهم أكثر تعرضا لضعف المناعة والتقاط العدوى من الآخرين». ويوضح الشريف أن «أهمية اللقاح تكمن في تنقلات السفر التي تكثر في الصيف والإجازات الدراسية، خصوصا أن المرض لا يعرف جغرافية الحدود، وتاليا فإن أي شخص معرض لخطورة عدواه في أي مكان وزمان».