تخرج أحمد من الجامعة، وابتدأ حياته العملية، وفكر في إكمال نصفه الآخر، فطلب من أمه أن تبحث له عن شريكة حياته المستقبلية. وكان شرطه الوحيد في عروسه، أن تكون رشيقة القد كغصن البان، تعجبت أمه من طلبه، وقالت هذا مستحيل، فرد أحمد، لكنني أشاهدهن كل يوم على شاشة التلفاز بالمئات. ما لا يعرفه أحمد أن النساء اللاتي يشاهدهن في التلفاز ويراهن على جمالهن لهن حرية ممارسة الرياضة، بل إن الرياضة تفرض عليهن في المدارس كل يوم، وما لا يعلمه أن الأجسام الرشيقة التي يراها هي نتاج إيمان مجتمعاتها بأهمية وممارسة الرياضة النسائية، ودورها في تخريج جيل من الأمهات والأخوات والزوجات والبنات بصحة أفضل وأمراض أقل. وأرى أن الرفاهية التي أنعم الله بها على مجتمعنا، أدت إلى اختلال كبير في البنية الجسدية لأفراد المجتمع، خاصة النساء، كما أن انتشار الخادمات وقيامهن بأغلب الأعمال المنزلية أدى إلى فرض الخمول والكسل على النساء، وكذلك نعمة أو (نقمة) السائقين أدت لانعدام الحركة تماما، فالسيدة تؤخذ من باب منزلها إلى باب المكان الذي تقصده من غير أن تحرك عضلة واحدة. وهنا لا أريد الدخول في موضوع تغيير العادات الغذائية والاعتماد شبه التام على المطاعم والوجبات السريعة فهو موضوع يعرفه الجميع. كل هذه العوامل أدت إلى ظهور جيل من النساء السعوديات يعانين من مشاكل الوزن وهشاشة العظام والسكر وأمراض أخرى لا يتسع المقام لذكرها. لقد تغير الزمان وتبدل الوقت ودق ناقوس الخطر، والذي ينذر بمشاكل صحية كبيرة قد يدفع المجتمع الكثير والكثير لإصلاحها. دائما ينعقد لساني، عندما تسألني سيدة عن أفضل السبل لإنقاص الوزن، فلا أستطيع أن أقول: ممارسة الرياضة، لأنها ستسألني، أين أمارسها؟ وعندها.. إن من يتشدق بالقول، إن الحدائق الموجودة والممشى (سور الحوامل) موجود، لا يعلم أساسيات ممارسة الرياضة، فالمشي ليس كل شيء، كما أن هناك أنواعا مختلفة من الرياضة لا بد أن تمارس بإشراف أياد مدربة لتفادي الإصابات، وتحت برنامج مدروس بطريقة عملية يختلف من سيدة إلى أخرى. سؤال يفرض نفسه الآن، توجد الأسواق النسائية والمدارس النسائية والمعاهد النسائية والمقاهي النسائية بكثرة، فمتى سنرى الأندية النسائية الرياضية؟ السؤال الآخر، هل سيجد أحمد رشيقة القد ليتزوجها أو سيرضى ب .. ودمتم بصحة. [email protected]