ما يحدث في مطاعمنا بعيد عن هيئة الرقابة الغذائية. والحديث هنا عن محافظة جدة وخصوصا في الجنوب؛ غليل، الكرنتينة، الهنداوية، السبيل، باب مكة، وشرق جدة أمر غاية في الخطورة. عندما يتجرأ إنسان على تسميم إنسان آخر بغذاء فاسد، فإنه يتعمد إفساد الحياة متكئا على ضمير فاسد كان يستحق حالة الإنعاش بقوانين رادعة، وقرارات لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، ولا تتجاهل حقوق الإنسان في العيش بسلام، بعيدا عن كل ما يمكن أن يلحق الضرر بصحته، جراء تناول وجبة غذائية من مطعم مرخص يفترض أن الجهات المعنية قد كفته مؤونة التأكد من سلامة العمل فيه، ومطابقتها للشروط الصحية. الحملات التفتيشية موسمية في معظم حالاتها، وقد ألفها أصحاب تلك المطاعم إن لم يكونوا على علم بموعد انطلاقها، واعتادوا على إجراءاتها غير الرادعة التي تبدأ من تعهد لا يكلف شيئا، وتنتهي بإغلاق مؤقت لا يتجاوز 48 ساعة -وهذا في أحسن الحالات بطبيعة الحال-، ثم يعود المطعم ليمارس مهماته في إيذاء الناس بعد أن عمد طوال فترة الإغلاق إلى تضليل الزبائن عن السبب، بلوحة كتب عليها «مغلق للتحسينات». عبد الواحد الرابغي جدة