يلاحظ المتابع للصحافة السعودية أن هناك اهتماما كبيرا بالأدب حيث تخصص معظم الصحف السعودية صفحة يومية وملحقا أسبوعيا يغطي كل شاردة وواردة في الأدب السعودي والعربي والعالمي حتى إن المتخصص وغير المتخصص أصبح يتابع الروايات السعودية والعربية، ويعرف النظريات الأدبية من بنيوية وتفكيكية ونقد ثقافي غيرها من موضوعات، ومع احترامنا وتقديرنا للأدب وأهميته إلا أننا نعتقد أن المجالات الأخرى ذات التأثير الكبير في الحياة اليومية للمواطنين لم تعط اهتماما مماثلا. فمثلا تطبيقات الإدارة المختلفة وتطوراتها المعاصرة لها تأثير على حياة المواطن وتحقيق الرفاهية له، وتهدف إلى إيصال الخدمات وتقديمها له بأحسن صورة. وفي هذا المجال لا نجد متابعة ورصدا ونقدا وتعليقا يوازي ما نجده في موضوعات الأدب. إن القادة الإداريين والأساليب الإدارية المتبعة في أجهزتنا الحكومية ذات أهمية مساوية للأدب إن لم تكن أكثر. إن تركيز الصحافة السعودية على الإدارة بنفس الحجم الذي يأخذه الأدب يحقق لنا تغطية ممتازة في المجال الإداري من حيث القادة السعوديون البارزون وحجم تأثيرهم في منظماتهم والمنظمات الأخرى. فلدينا منظمات كبيرة وقادة سعوديون لا يقلون مهارة وأهمية عن القادة الآخرين في العالم. فمثلا هناك شركة أرامكو السعودية، شركة سابك، شركة صافولا يعمل فيها قادة إداريون سعوديون ذوو كفاءة ولهم تجربة مميزة، حبذا لو سجلت واستفاد منها القادة الإداريون السعوديون الجدد، كما أن هناك في الأجهزة الحكومية العديد من القادة الذين لهم بصمات في تطوير أجهزتهم وبذل الجهود في تحقيق أهداف تلك الأجهزة. هناك مفكرون إداريون سعوديون منهم الدكتور إبراهيم المنيف، الدكتور مدني علاقي والدكتور عبد الرحمن هيجان الذي يعد من أكثر المفكرين الإداريين إنتاجا في تأليف الكتب الإدارية في المجالات المختلفة، كما يعد مرجعا متميزا في الفكر الإداري السعودي، وهناك الدكتور مازن فارس رشيد صاحب السفر الضخم في مجال إدارة الموارد البشرية، وهناك مفكرون إداريون سعوديون لا تحضرني في هذه اللحظة أسماؤهم. وفي الختام فإني أقترح أن تخصص الصحف السعودية صفحة للإدارة تنشر فيها تجارب القادة السعوديين المميزين، تطرح فيها الأفكار الإدارية الجديدة، وتستعرض وتنتقد المؤلفات الإدارية السعودية، وينشر عن الأنشطة، المؤتمرات، والندوات الإدارية التي سوف تعقد محليا وعربيا وعالميا. [email protected]