هي: أتمنى أن أصبح طبيبة بارعة وأساعد من يحتاج إلي ويشار لي بالبنان ولكن. هي الأخرى: أريد أن أصبح باحثة في الأمراض المستعصية أعرف كنهها وأرشد إلى أنسب الطرق للوقاية منها وكيفية التغلب عليها، هناك عقبات ولكن. لكن ماذا تعني في الأولى و بماذا تختلف عن الأخرى. لكن الأولى عاجزة يائسة محبطة أما لكن الأخرى متحدية مصرة طموحة. الطموح لا يعرف جنسا هذه امرأة وهذا رجل ولا يؤمن بالتسهيلات هذا طريقه ممهد وذاك وعر وستحول بينه وبين تحقيق مراده مصاعب. قد تتساوى الظروف لدى شخصين هذا ناجح وذلك ناجح هذا مبتعث وذاك أيضا. الاختلاف في أن ذاك راغب عاقد العزم وشاد الهمة وذاك متقاعس مؤجل لخططه إن لم يقم بإلغائها. هنا لا يجب أن نقول الحظ خدم ذاك وسوء الحظ كان حليف الآخر. الطموح هو أن تجد وتثابر وتتفانى لتنال ما تتمنى. لم تكن الطرق أمام العظماء ممهدة ومفروشة بالورود. وهناك من الأثرياء من بدأ حياته من الصفر من القاع ووصل للقمة ليس بسنوات قلة بل بسنين عدة كان عصاميا لم يستعجل النجاح ولم يترك لمحطات اليأس أن تعرقل مسيرته. وهناك من العلماء الذين سيخلد التاريخ ذكرهم من ثابر وحورب من أقرب الناس له وهم اليوم من أكثر الناس فخراً به. هناك شخصيات نالت ما نالته ليس بثروة الآباء والأجداد وليس بنصرة القبيلة الفلانية وليس بواسطة الشخصية السياسية بل بكثير من الطموح والمثابرة والعزم والسعي لتذليل العقبات وبجعل العراقيل دافعا لقياس مدى قوة الإصرار والتحدي. الكثيرون يوجد بداخلهم مارد الوصول للعلياء سواء من الذكور أو الإناث. لكن كيف يخرجون هذه القدرات ويحولونها من طاقات كامنة إلى متحركة يشاهدها الملايين ويمجدها القاصي والداني. ليس بالتمني ولكن. ولكن هنا هي الأخرى لكن المتطلعة الساعية المتنافسة غير القابلة للخنوع والرضوخ للمصاعب، لكن هنا المتطلعة للعلياء. نماذج كثيرة وصلت وكانت حديث الجميع ومضرب الأمثال للجد والعمل والتفاني والوصول للقمم. ليس أولهم خولة الكريع ولن تكون آخرهم. الأحلام التي تتبعها يقظة ويرافقها طموح ويلازمها إصرار هي من تجعل صاحبها يتسلق الأماكن الوعرة لينعم بالوصول إلى سفوح الجبال وياله من مذاق ذاك الوصول الذي كابد فيه المر ونال طعم النجاح بامتياز. هيفاء عوض باعيسى مسؤولة علاقات عامة