يعود الضمير المستتر في عبارة العنوان (كي لا تكون دعما للتبطل)، إلى المعونة المادية التي يدرس مجلس الشورى اقتراح صرفها للعاطلين، فمقال اليوم استكمال لما جاء في مقال أمس، الذي تضمن الإشارة إلى أن مشكلة البطالة ليست بسبب قلة فرص العمل، وإنما هي بسبب منافسة الوافدين للمواطنين على اقتناصها. والوافدون يسبقون المواطنين إلى شغل الوظائف لصفتين بارزتين: القبول بأجرة متدنية، هي غالبا لا تفي بحاجة المواطن، وامتلاك الخبرة السابقة في العمل أو شيء من التدريب، لذلك فإن معالجة البطالة بين المواطنين تقتضي القضاء على عوامل الهزيمة عند التنافس مع الوافدين كلما تسابقوا إلى اقتناص فرصة عمل. وقد طرح في مقال أمس اقتراح بوضع حد أدنى للأجور موحد، يشمل المواطنين والوافدين معا، لأن رفع أجر المواطن وحده وبقاء أجر الوافد منخفضا، يزيد من أفضلية الوافد في عيون أصحاب الأعمال وربما صار سببا في إقصاء أكبر للمواطنين عن العمل. مقال اليوم يتناول العامل الآخر (للهزيمة)، وهو ما يتصل بنقص الكفاءة والتدريب لدى الشباب، فكثير من العاطلين يشتكون من اشتراط جهات العمل توفر الخبرة لدى المتقدم، بينما هم مازالوا في بداية طريقهم نحو سوق العمل، فمن أين يأتون بالخبرة؟. وهنا أجد الشباب في حاجة إلى الدعم ومد اليد لهم للتغلب على هذه المشكلة وذلك بطريقتين: إحداهما، تيسير وتعميم التدريب ورفع الكفاءة المهنية للراغبين في ذلك، عن طريق (مجانية) الالتحاق بمعاهد التدريب ذات العلاقة بمهارات العمل مثل التدريب على استخدامات الحاسب وتعلم اللغة الإنجليزية أو غيرها من المهارات التي باتت أمرا جوهريا في الحصول على عمل. والطريقة الثانية، هي ربط صرف المعونة المادية المقترحة بانخراط العاطلين، إما في برامج تدريبية للرفع من كفاءتهم المهنية (على أن تتولى الدولة دفع رسوم التدريب)، أو بالتحاقهم بعمل ما، حتى وإن كان بدون مقابل مادي، للتدرب على العمل والحصول على شهادة خبرة يستعينون بها على تخطي مشكلة الافتقار إلى الخبرة، أو بالتحاقهم بأعمال ذات مرتبات زهيدة لاتكفي سد حاجاتهم. إن هذا يجعل صرف المعونة المقترحة، حافزا للشباب على شغل وقتهم بما يخطو بهم نحو تطوير مهاراتهم وتحسين أوضاعهم فلا تكون داعمة لاستمرار البطالة واستمراء الكسل، فالخطر الذي قد يتعرض له المجتمع بسبب فراغ الشباب وتبطلهم، لا يقل مطلقا عن الخطر من فقرهم واستبداد الحاجة إلى المال بهم. أما صرف الإعانات المادية للعاطلين دون ضوابط تنظمها، فما أراه سوى محاكاة للآخرين إن لم تحمل الفشل بين ثناياها، فإنها لن تكون أكثر من مجرد نوع من أنواع التخدير المؤقت، قد يسر به العاطل زمنا، ولكن مع مرور الوقت سيتضح أن المشكلة لم تحل، وأن الإعانة التي كان يتلقاها العاطل فترضيه، باتت بالنسبة له لا تسمن ولا تغني من جوع، لتظل الحاجة قائمة والشكوى مستمرة. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة