لا تزال جسور وأنفاق جدة بمثابة المأوى للأعداد المتزايد لمقيمين تنوعت أشكال حضورهم للمملكة؛ بين أشخاص قدموا للحج والعمرة وتخلفوا عن المغادرة إلى بلادهم، وآخرين لديهم أوراق رسمية لكن كفلاءهم طلبوا منهم العمل لدى أية جهة مقابل أجر مادي شهري. ووفرت الجسور للاجئين إليها ظلالا تحميهم من وطأة الشمس، موفرة بذلك أعمدة ينام تحتها كل من ليس له مأوى، وسط علامات الحزن والحيرة على وجوههم ووجوه الأحياء المجاورة جراء مخاوف مختلفة بين الجانبين. وأكد المتحدث الإعلامي في إدارة جوازات جدة الرائد عبد الرحمن الحسيني أن انتشار المخالفين تحت الجسور والأراضي الفضاء أصبح بمثابة العادة التي تتوارثها الجاليات، موضحا أن الإدارة حددت نقاط تجمعهم لتسهيل عملية ترحيلهم خارج البلاد بعد أن تؤخذ بصماتهم ويتم فرزهم في حالة وجود قضايا جنائية أو بلاغات أخرى. وأضاف «تنفذ إدارة الجوازات حملات تتنوع بين فردية أو ضمن لجان عمل لتوصيل المخالفين إلى مقر الترحيل والبدء في آلية الفرز». بدوره، بين مدير مكتب الاستقدام في جدة سعيد الغامدي أن استقدام العمالة والمتاجرة بتأشيراتها يعد جرما بحق المجتمع، كونها تتسبب في التكدسات البشرية في كافة مدن المملكة، مضيفا «وتدفعهم الظروف للحقد على المجتمع ما ينعكس على أمنه». ورأى الغامدي أن طريقة التعامل السابقة مع المستقدمين من بلدانهم دلالة على مسببات انتشار الجرائم من قبل الجاليات المختلفة. ودعا الغامدي الجهات المختصة إلى العمل على خطة منظمة لإجلاء العمالة بشكل مستمر وتكثيف الجهود، وكذلك أصحاب المحال التجارية في استقطاب أبناء مجتمعهم حتى يتسنى لهم تطبيق التنمية الاجتماعية بدءا من النواة العاملة. ورصدت «عكاظ» في جولة تحت جسر الملك فهد (وسط جدة) أعدادا من مخالفي أنظمة الإقامة والعمل دون وجود ما يمنع انتشارهم وتمددهم على جوانب الجسر طولا. فيما يعمل فريق آخر من المخالفين على قوت يومهم بعد الاسترزاق من طالبي الأعمال المتعددة، فالعمل متنوع ولا يشترط وجود متخصص فيه، ويتقاول العديد منهم مع منفذي أعمال متعددة في أنحاء محافظة جدة. ولوحظ عدم وجود دوريات تابعة للجوازات للقبض على قاطني الجسور، وكذلك النظر في أوضاعهم ونزح تكدسات بشرية عانت الأمرين بين الواقع والمجهول. بينما تكتفي الدوريات الأمنية بالتواجد في الموقع للعمل الأمني ومباشرة الحالات ومعالجتها دون القدرة على ترحيلهم، كونه ليس ضمن اختصاصاتهم.