تعمل لجنة مشكلة من إمارة منطقة الجوف، البلدية، الشرطة والدفاع المدني، على حصر الآبار المهملة بغية ردمها وهو العمل الذي تراه شريحة مهتمة بالتأريخ بأنه سيقضي على وجه ثقافي من أوجه الجوف المتعددة، ويرتكز الرافضون لعمليات الردم على أن تلك الآبار المقدرة ب670 بئرا تعود إلى مئات السنين. يرى المعارضون لردم الآبار في الجوف أن ذلك العمل سيقضي على مقولة «إن في الجوف ألف بئر وألف راكية وألف عين جارية». واستند الممانعون لقرار دفن الآبار القديمة في الجوف على هدم سوق دومة الجندل الشهيرالذي هدم قبل 40 عاما وما خلفه الهدم من حسرة في النفوس، إذ يرى أهالي الجوف أن الآبار متى ما اختفت فإن ذلك سيكرر شعور الحسرة لديهم. وهنا يقول نعيم عبد الله الفريح: إن اللجنة تعمل على هدم وردم بعض الآبار القديمة بالرغم من أنها كانت مسورة ومحكمة. ويعتبر عبد الكريم الفتيخة أن ما يحدث هو هدم لآبار قديمة وأثرية هو مسح لتاريخ عريق، بينما يطالب جزاع السهو اللجنة بالتريث وعدم التسرع وإيجاد الحلول المناسبة للحفاظ على الآبار كمقومات تاريخية وتراثية. وفي ذلك يرى عضو مجلس الشورى الدكتور خليل بن إبراهيم المعيقل، أن الخطر والأضرار الناجمة عن وجود الآبار القديمة في الجوف لا يخفى على أحد «ولكن يجب على اللجنة التريث قبل الردم والرجوع لهيئة العامة للسياحة والآثار والوقوف على الآبار، إذ أنها تمثل نظاما مائيا كبيرا وقنوات مائية مميزة تعكس البقايا الأثرية، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن دومة الجندل عبارة عن واحة ولها مناشط قديمة تمثلت في الزراعة والتعليم وأهمية دراسة البيئة الأثرية القديمة، والتي تعكس تاريخا ضاربا في القدم والتعدي على الآبار بهذه الطريقة هو تعد على تاريخ المدينة القديمة التي لها أكثر من 3000 آلاف سنة، وردم الآبار القديمة في الجوف سيفقدها جزءا تاريخيا مهما». من جانبه، أوضح مدير متحف الجوف للآثار والتراث الشعبي أحمد عتيق القعيد؛ أن بعض الآبار القديمة في المنطقة منهارة من الداخل لذا فإنها تمثل خطورة، فيما لو تركت على حالتها تلك. وحول دور متحف الجوف في حماية الآبار القديمة أبان القعيد أن مسؤوليته تكمن في الآبار القديمة الموجودة في الحي القديم في المنطقة الأثرية المسجلة رسميا في هيئة السياحة والآثار. بينما يؤكد رئيس بلدية دومة الجندل المهندس ناصر الشطير أن البلدية جهة منفذة ليس لها علاقة بالأمر لكن رئيس المجلس البلدي في دومة الجندل عقيل أحمد العقيل يرى بأنه ليس من الحق أن تردم بئر إلا برضى مالكيها ومن جهته أوضح مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة دومة الجندل العقيد حمد بن مقبل العكوف، أن تشكيل اللجنة العاملة على ردم الآبار كان بناء على توجيه من صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبد العزيز أمير منطقة الجوف. وأبان العقيد العكوف أن عمل اللجنة يأتي من منطلق السلامة والحيطة والحذر ودرءا للخطر، وأن معظم الآبار المزمع ردمها قديمة ولا يستفاد منها ومخالفة لاشتراطات الدفاع المدني. وأكد مدير الدفاع المدني في محافظة دومة الجندل أن الآبار التي ترى اللجنة بأنها محصنة ومحكمة ومسورة ويستفاد منها لن تردم.