قد يبدو العنوان غير جذاب على الإطلاق، فمن الذي لا يعرف فوائد العين كي يثيره أن يقرأ شيئا عنها! لكن هذا الرأي هو من التعجل المكروه في إصدار الأحكام، فالفوائد التي سترد هنا هي فوائد (عينية) مجهولة لكثير من الناس ومن الحق إظهارها لهم لتأخذ المكان الذي تستحقه بعد أن استحوذت منفعة الإبصار على كل شيء. يرصد أحمد رجب، الكاتب المصري الساخر، عددا من الفوائد للعين مثل أنها مصدر رزق لطبيب العيون، وبائع النظارات، وشركات الكحل والريميل والرموش الصناعية، ويمكن لي إضافة (المشاغل) خاصة أيام نهاية الأسبوع ووقت ذروة التسوق. وهي كذلك مصدر رزق للشعراء والفنانين، فهي ملهمة الشاعر ينسج في التغني بها أبياته، ومادة التشكيلي يزين بها لوحاته. لكن فوائد العين لا تنحصر في الاستعانة بها على كسب الرزق فحسب، فالعين عضو صديق للمتحابين والمتباغضين معا، فهي تفيد في لغة الإيماء والغمز، كما تفيد في لغة الشرر المنبئ بالغضب، وقد أدرك النحويون فوائد العين في اللغة فوظفوها لتأكيد ما يقولون، فهم يؤكدون لك أنهم (رأوا الرجل عينه) و(أعطوك عين الكتاب)، ليس هذا فحسب، فأحمد رجب يرى أن العين أداة مفيدة في تبادل المجاملات بين الناس، فمن تريد أن تعبر له عن سعادتك بتلبية طلبه تقول له: (من عيني)، ومن أردت أن تعبر له عن غلاه عندك تقول له: (أنت عيوني) و(لو تطلب عيني أعطيك إياها). ولكن فوق هذا دائما ما تكون العين صديقا صدوقا، يملؤها التعاطف معك في لحظات القهر والحزن فتسبل الدمع لتغسل عن صدرك ما أثقله من أدران الألم. إلا أن فوائد العين لا تكون دائما للخير، فالعين أحيانا يتلبسها الشيطان فتستحيل إلى أداة للدمار الشامل، فمن يكرهك ويسره الانتقام منك، يكفيه ليضرك أن يرسل توجيها عاجلا إلى عينه لتنظر لك نظرة ملؤها (الحسد)، فتقضي عليك نظرته قضاء شاملا، فترتاح نفسه ويهدأ حقده، وهو سالم لا يستطيع أحد أن يتهمه أو يثبت عليه الجريمة، وليس أمامك أيها (المعيون) سوى اللجوء إلى (الصبابات) وربما في المستقبل (الصبابين) أيضا، فهم وحدهم القادرون على أن يقدموا العلاج الناجع من العين الحاسدة، التي لا تذكر ربها ولا تصلي على نبيها متى عبرت أمامها (مربربة) أو تغنجت (راقصة لهلوبة). حسب ما ذكرته صحيفة الرياض يوم الخميس (13 صفر) فإن بعض القهوجيات توصلت إلى علاج ناجع (للمعيونات) عن طريق جمع بقايا الشاي والقهوة من فناجيل الحاسدات ومزجها بماء (الغسال) وتعبئتها في زجاجات تباع بخمسين ومائة ريال حسب الحجم تحتسيها المصابة أو تغتسل بها. إلا أن نقطة الضعف الوحيدة في هذا العلاج هي أن تكون صاحبة العين من الخبيثات اللاتي بلغ بهن الحسد حد الامتناع عن تناول الشاي والقهوة، كي لا يوجد لها فنجال ولا ينال منها أثر. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة