خرج بعض الطلاب للعمل، وهم مازالوا على مقاعد الدراسة الجامعية والثانوية أو حتى المرحلة المتوسطة، بحثا عن ما يعينهم على مواصلة تعليمهم. وتعكس هذه الظاهرة الإيجابية اعتماد الشباب على أنفسهم في توفير مصروفهم المدرسي واحتياجاتهم الخاصة دون الاعتماد على أهليهم، وبذلك يتطلعون لرسم مستقبلهم الوظيفي بثقة، عينهم على الكتاب والمعرفة من جهة والأخرى على الدخل المادي. جمال عقيلي، أبو بكر حويان، وبسام شبعاني من منطقة جازان، اتخذوا تربية الحمام وسيلة لجمع بعض المال ورسم مستقبلهم، معتمدين على أنفسهم بعيدا عن أسرهم، وعيونهم مفتوحة في الوقت نفسه على الكتاب ونهل المعارف ثم التخرج والوظيفة. ويشير جمال عقيلي إلى أنهم بدأوا في جمع الأموال لشراء الحمام وتربيته في مزرعة، والاستفادة من ثمن بيعه كدخل مادي يفيدهم في حياتهم العامة، وأضاف أنه في آخر مراحله الدراسية في الكلية التقنية واستطاع من خلال المتاجرة بالحمام الحصول على مدخول إضافي له ساعده كثيرا في تجاوز متطلبات حياته بمشاركة صديقيه اللذين يدرسان في المرحلة الثانوية. أما أبو بكر حويان فهو الآخر من أكثر عشاق تربية الحمام، وكان هو السبب الرئيسي في انطلاق مشروع تربية الحمام والمتاجرة به لبيعه في أسواق جازان، ويقول حويان إنه وزملاءه لهم أهداف مرسومة، ولكن العائق المادي يشكل نسبة 50 في المائة من أسباب عدم إتمام تلك المشاريع والأفكار، ويضيف «كانت فكرتنا بسيطة وهي تربية الحمام لأسعاره الزهيدة بالنسبة لبقية المشاريع التي تتطلب مبالغ كبيرة، ومدة طويلة من الانتظار لجني الأرباح. فيما يشير الشاب بسام شبعاني إلى أن تربية الحمام أثبتت جدواها ومكاسبها المادية في أقصر وقت، إضافة إلى إشباع هوايتهم في تربية الحمام بأقل كلفة وبأكثر ربحية. مضيفا أن الحمام حين جلبه للمزرعة كان 50 حمامة من مختلف الأنواع وحاليا بعد مرور عام، تضاعف العدد عدة مرات، مع احتساب الحمام الذي بيع للاستفادة من المبلغ في تدبير المصاريف العامة وغيرها. ويطمح الثلاثة الأصدقاء لإيصال عدد الحمام إلى آلاف، وافتتاح محل لعرض نوادر الحمام وبيعها في سوق صبيا الأسبوعي، ولن يمنع تحقيق حلمهم مزيد من العمل والصبر.