التصقت مسابقات ملكة الجمال بالمرأة، ثم عرفها الرجل، لتدخل بعد ذلك نطاق الحيوانات، لنسمع بمزاين الإبل وغيرها، ويبدو أنها الآن في طريقها للحمام، إذ يُعِد النادي السعودي لحمام الزينة العالمي لمسابقة ملكة جمال الحمام، ويبعث مندوبيه إلى مناطق المملكة المختلفة لتقصي وحصر أنواع الحمام عند هواته ومربيه الذين إلى الآن تجذبهم هذه الهواية خصوصاً في المملكة ودول الخليج. كما أن تربية الحمام تعد مشروعاً مربحاً لميزاته الاقتصادية الكثيرة، فالحمام يتلاءم مع أي طقس وأي مكان ويُنتج طوال العام. وأوضح عضو لجنة التنظيم في النادي السعودي لحمام الزينة العالمي في المنطقة الشرقية طارق الغامدي، الذي جاء إلى منطقة جازان لإجراء مقابلات مع كبار مربي الحمام في المنطقة، أنه حصر بعض الطيور النادرة لتقديمها للجنة المنظمة لعمل مسابقات سنوية لأجمل ملكة جمال حمام على مستوى الخليج والعالم العربي، مشيراً إلى أنه مكلف من رئيس اللجنة للتعرف على السلالات الجيدة لتوثيقها بموقع «عاشق الطيور»، الذي يضم أكثر من 3 آلاف مربٍّ على مستوى المملكة والخليج، وأنه التقى بعدد من المربين في المنطقتين الشرقيةوالغربية لإجراء بعض اللقاءات. أما أحد مربي الحمام المشهورين في محافظة أبي عريش علي عقيلي (المعروف بأبي رغد) فذكر أن تربية الحمام أصبحت في المملكة ودول الخليج أكثر تنظيماً وتقنيناً، خصوصاً أن عشاقها تكتلوا في جمعيات ونواد وروابط لها عدد من الأهداف السامية والنبيلة، واكتسبوا هذه الخبرة من المربين الكبار، مشيراً إلى أن هواة الحمام والمربين للأنواع النادرة يتسابقون لحضور النوادي والمسابقات المعدة لهذا الغرض، وأن البعض يجلب حمام الزينة أو الزاجل المتخصص في السباق من جميع مناطق المملكة لاقتناء الأفضل منها وتطويرها. وعن سؤاله عن طيوره المفضلة، قال: «أفضل النفاخات بشكل عام، وتوجد لدي أنواع كثيرة منها المسوبع والساكسون بوتر والهنات والنفاخ القلم، إضافة إلى بعض الحمام النادر كالشواف المصري». وعبر يحيى الكليب أحد المربين المشهورين على مستوى المنطقة عن أمله باستمرار النجاح للمعرض الذي أقيم في المنطقة الشرقية، وتوقع له العالمية في المعارض المقبلة، لافتاً إلى أنه يفضل نوع الجاكوبين: «لدي نخبة من أفضل أنواع الجاكوبين في العالم امتلكتها من المربي الكبير على مستوى الخليج والعالم العربي فيصل الكليب من الأحساء». وعن المكاسب التي تجنى من وراء تربية الحمام، بيّن أنه لم يدخل في تربية الحمام للربح والكسب المادي، فالمربي الناجح الذي ينتخب المستويات القوية ولا يفرط فيها بسهولة لأنه يعشقها ويعمل لتطويرها، بعكس تجار الحمام فهم بمجرد ما يحصلون على مكاسب يبيعون الطير مهما كان جميلاً وذا مستوى جيد. وعن الأكل المخصص للحمام، أوضح أن هناك خلطة مكونة من مادة الأراسكو والدخن والذرة هي المفضلة لدى الحمام، وتستورد من المنطقتين الغربية والوسطى. من جهته، نوه الدكتور البيطري عوض عثمان بأن الحمام يتعرض لبعض الأمراض المستعصية إذا لم يتم تحصينه ووقايته الدورية، مثل مرض (السالمونيلا والنيو كاسل)، وعندها يجب استخدام كورسات من المضادات الحيوية كبودرة (الفالمايسين) والأملاح والفيتامينات، مضيفاً أن هناك مرض (الكنكر) أو (التجبن) وهو عبارة عن فطريات تتجمع داخل الحلق والفم تسد مجرى الهواء ولا يستطيع معها الطائر الأكل والتنفس، وتقضي عليه خلال يومين أو ثلاثة أيام.