كبار الفنانين في هوليود كانوا من أوائل السباقين للتبرع بهدف إنقاذ «هايتي» بعد الزلزال المفجع! ولحقهم أغنياء أمريكا ثم اكتملت الجهود وجرى التنسيق على قدم وساق بين كبار الكرة الأرضية لإنقاذ ما يمكن انقاذه ورفع المعاناة عن شعب دكته الفاجعة! الزلزال والسيل كلاهما من عند الله عز وجل بأمره تغضب قوى الطبيعة وتثور... والذين لا يرون في هذه الكوارث الدنيوية سوى أنها عقاب وعقوبة يعجزون عن إدراك الحكمة الإلهية، فكم نقمة أدت إلى نعمة! وكم نقمة ظاهرها عذاب وباطنها مسرات! فقد قلب الزلزال هايتي رأسا على عقب فظهرت سوءاتها أمام الأعين! كانت كل الوقت موجودة على الخريطة إنما مسكوت عنها! وكانت تئن لكن لم يسمعها أحد! وكانت كما هي حقيقتها التي كشفها الزلزال دون خط الفقر وفوق خط الفناء! لكن لم يسعفها أحد! وبعد الزلزال سمعتها الآذان ورأتها العيون وركضت إليها المساعي!.. كذلك السيل.. الفرق أن الذين أصابهم السيل وتكشفت خباياهم لم يجدوا النخب أولا هي السباقة إلى الإنقاذ! بل جلس أولئك النخب على مقاعدهم يحتسون أكواب الشاي ويفكرون ويتساءلون ويوزعون التهم على الورق يمينا ويسارا.. تارة تصيب وتارات تخيب، ويتحينون الفرص لبدء عمليات تصفية الحسابات في حين لم يكن الشغل الشاغل على الجانب الآخر من الكرة الارضية وقت الزلزال لم يكن الشاغل الجاني بل الضحية! لقد ترك المصابون بالسيل الضحايا يعمهون في صرخاتهم واستغاثاتهم وجلسوا يتبادلون الأوراق والأسئلة كمن يريد أن يكون الناجح الأول في الامتحان الصعب أو كمن يرقب الغريق وهو يقاوم ويصرخ ويستغيث اتجه اليه ببصره نظر إليه... سمع صوته.. ووقف يتساءل من قذف به وسط السيل؟ من المسؤول عن غرق مدينة؟ من المتسبب في فيضان شبر ماء؟ ومن الحرامي وأخو الحرامي ومن هو أبو الفساد في المكان والغريق يكابد! هكذا كانت أدمغة النخب تعمل.. تفكر ولا تنقذ! تبحث عن بصمات الإجرام بينما الضحايا يتصايحون ولا يجدون إنقاذا منظما ومنسقا ونافعا يحتويهم! بدليل ظهور خبر أعتبره نتيجة حتمية لما حدث.. (88) متحايلا في تعويضات كارثة جدة.. فإذا كان هذا عدد الذين ظهروا على السطح، كم عدد الذين تحت السطح.. وتحت الطاولة ومن وراء لثام! وكم هو مؤسف أن يجد الانتهازيون فرصتهم في الشدة! لكن الفوضى طبعها أنها وكر التجاوزات! ومثل هذا الخبر المخجل لا تراه في مصائب الآخرين لا مع الزلزال ولا مع الفيضان ولا مع الثلوج!! والأدهى أن حماس تبرعت لإنقاذ (هايتي) في حين أن أبناء غزة يتضورون! ووسط هذا كله يأتي من يقول أنها فرصة لبدء «الدعوة» في «هايتي»! لماذا نصر في عالمنا الإسلامي الممتد أن نكون دائما (الصغار)! إنها ثقافة الأزمة.. المفقودة عندنا وفقه الكوارث الذي لا نعرفه! وإنه الجهل الذي يجعلنا لا نعرف ماذا ينبغي أن نفعل عند حلول الفواجع المفاجئة! وكيف يتم ترتيب الأولويات في الإنقاذ ومن أين نبدأ! أتمنى اليوم الذي لا تصدق فيه مقولة (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم)! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة