أكدت مصادر مطلعة ل «عكاظ» في مستشفى الصحة النفسية في جدة، أن الإجراءات التي اتخذت في التعامل مع قضية محاسب مستشفى الأمل المتهم بالجنون روتينية، ويرجع سبب التأخير في إرسال تقييمه النفسي إلى تأخر تقرير الأداء الوظيفي الخاص بالمحاسب من قبل الهيئة الطبية، الذي أرسل من طرف الأخيرة إلى المستشفى عبر البريد، رغم مطالبة الشؤون الصحية في جدة بسرعة إنهاء الفحوصات. وقالت المصادر: إن لجنة الكشف على الموظف خرجت بتصور عن حالته النفسية، بعد انتهاء المرحلة الأولى وإجراءات الاختبارات، والاستدلال بشهادة شقيقه، والاتصال بوالدته التي أكدت سلامة حالته الصحية، لكن المصادر عادت وأكدت على ضرورة الاطلاع على تقرير الأداء الوظيفي للمحاسب بسبب تطورات القضية ودخولها ضمن مسارات مختلفة، الأمر الذي يستوجب الدقة المتناهية في إصدار التقرير الذي سيرسل للهيئة الطبية. وتشير المعلومات إلى أن مستشفى الصحة النفسية يصر على استلام تقرير الأداء الوظيفي للمحاسب، للاستدلال على أنه لا يعاني من أي خلل نفسي، خاصة بعد أن وردت معلومات تؤكد أن الخلاف ظهر على السطح بعد كشف المحاسب لتجاوزات مالية في بند المصروفات، والانتدابات، ورواتب الأطباء الزائرين. وفي ذات السياق أوضح مصدر قريب من مستشفى الأمل، أن عددا من المسؤولين في المستشفى بدأوا في اتخاذ استراتيجية لتحويل اهتمام المتابعين لما يحدث داخل أروقة المستشفى من مخالفات مالية وإدارية إلى ردود توضح النقص والخلل في البرنامج العلاجي، غير أن جهات تجاهلت الردود وركزت على المعلومات المتوافرة عن التجاوزات والمحسوبية في التعيين والترقيات وزيادة الرواتب.. واستغرب المصدر موقف الشؤون الصحية في جدة، التي اكتفت بالاستفسار عن أوجه النقص العلاجي، ومحاولة تعويم ما يحدث داخل المستشفى دون التعمق في صلب المخالفات والتجاوزات التي أثرت على نفسيات بعض الموظفين، وانعكست على الخدمات المقدمة للنزلاء، ما أجبرهم على الهروب بسبب النقص الحاد في الخدمات، وسوء التعامل، ورداءة الإعاشة. وأكد المصدر أن المسؤولين في المستشفى توزعوا إلى تكتلات علنية، أخلت بسير العمل وتفرغت للتوقيع على شكاوى ضد بعضها البعض، في محاولة لتهميش أطراف على حساب أطراف أخرى، الأمر الذي ينذر بخلافات قد تتجاوز حدود المستشفى. موضحا أن محاولات مدير الشؤون الصحية التي ركزت على تقريب وجهات النظر لم يكتب لها النجاح في زيارته الأخيرة.