يمثل السماسرة الذين يتوزعون على مداخل سوق الأغنام في الثقبة مصدر إزعاج للجميع دون استثناء، فهؤلاء لا يتورعون عن الوقوف بشكل مفاجئ أمام السيارات لإجبار أصحابها على الوقوف والنزول عند رغباتهم، حيث يتقن هؤلاء لعبة التسويق على أصولها، إذ يرفضون في الغالب التحدث عن الأسعار دون النزول من السيارة، فالمهم اصطياد «الزبون» في الدرجة الأولى وبالتالي فإن الأمور ستكون أكثر سهولة في الإقناع والتأثير على الزبون للرضوخ. وخلال جولة شملت سوق الأغنام في الثقبة، تعرضنا للكثير من المواقف من جانب هؤلاء، فهم يحتلون كل المواقع المجاورة للمداخل، ويتحركون بشكل «أوتوماتيكي» بمجرد دخول سيارة إلى السوق، بهدف تسويق بضاعتهم بعبارات مختلفة مثل «تخفيضات» و «لن نختلف في السعر» وغيرها من الكلمات الأخرى التي تجري بشكل سلس على ألسنتهم بحكم الخبرة الطويلة التي اكتسبوها. فماذا يقول تجار السوق أنفسهم عن هؤلاء الذين تحولوا إلى ظاهرة منفرة في المنطقة؟. حميد بشير (تاجر) قال: إن ممارسات السماسرة ليست خافية على أحد وكل المحاولات التي تبذلها البلدية للقضاء على هذه الظاهرة تذهب أدراج الرياح، فالحملات والجولات التفتيشية التي ينفذها موظفو البلدية طيلة أيام الاسبوع، تكون نتائجها محدودة للغاية، مشيرا إلى أن الغالبية العظمى من السماسرة تعمل في بيع المواشي مقابل النسبة، بمعنى أنهم يتفقون مع التجار على دفع قيمة محددة، فيما يبيعون بأسعار مرتفعة، موضحا، أن هذه الفئة تعمد إلى استخدام أساليب ملتوية في عملية النصب، من خلال غسيل الأغنام وبيع النوعيات الباكستانية على أنها سورية بأسعار مرتفعة، خصوصا إذا عرفنا أن جزءا كبيرا من المواطنين لا يعرفون الفوارق بين النوعيات، ما يجعلهم عرضة للنصب في كل الأحوال. وطالب الجميع بضرورة تجاهل السماسرة في عملية البيع والشراء، وبالاتجاه نحو أصحاب المحلات المعروفة للحصول على النوعيات الجديدة. من جانبه، قال فضل الله علي (تاجر): إن الباعة السماسرة ينشطون بشكل يومي بعد صلاة العصر وحتى صلاة العشاء، حيث يتزايد عددهم بشكل ملحوظ، فيما تكون أعدادهم قليلة طيلة الفترة الصباحية، خصوصا خلال أيام الأسبوع بخلاف يوم الخميس، فهم يعمدون إلى الاختفاء خلال ساعات الصباح تفاديا للمطاردة والإيقاف من قبل موظفي البلدية، وبالتالي يكون الوضع مختلفا من العصر حتى العشاء، فالأعداد ترتفع بشكل غير مسبوق لدرجة الإزعاج. وطالب بضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي، لاسيما أن ممارسات السماسرة أضرت كثيرا بالتجار، مشيرا إلى أن قسما كبيرا من الزبائن يضطرون للشراء من السماسرة قبل الدخول إلى السوق، ما يحرم المحلات من الحصول على الزبائن طيلة أيام الأسبوع، مؤكدا، أن المحلات تعتمد في الدرجة الأولى على الزبائن الدائمين أو أصحاب المحلات، الذين يعرفون جيدا النوعيات الجيدة.