سجلت مبيعات الأضاحي تراجعاً ملحوظاً صبيحة أمس، الذي صادف أول أيام عيد الأضحى المبارك في سوق المواشي المركزي بالأحساء، مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه، حيث وصل سعر أضحية النعيمي والنجدي، اللتين يفضلهما المواطنون على غيرهما إلى 2000 ريال. وزارت "الوطن" صباح أمس السوق، حيث رصدت ركوداً في حركة البيع، وإحجاماً عن الشراء، إذ إن الكمية الموجودة من المواشي هي أقل بكثير مما كانت عليه الموسم الماضي، وذلك وسط تذمر الزبائن من ارتفاع الأسعار مقارنة بعيد الأضحى في الموسم الماضي، الأمر الذي دفع بالبعض منهم إلى مطالبة الجهات المعنية بإحكام الرقابة على الأسعار، مؤكدين أن التجار والموردين للمواشي استغلوا ضعف الرقابة في التحكم بالأسعار دون أي ضوابط. وأوضح التاجر عبدالله الحربي أن مبيعاتهم صباح أمس خالفت جميع التوقعات بانخفاضها إلى مستويات متدنية، مقارنة بمواسم أعياد الأضحى الماضية، وذلك بالرغم من شح كميات الأضاحي في سوق الأحساء، مضيفاً أن في حظيرته 80 رأساً من أغنام النجدي والنعيمي فقط، وبالرغم من قلتها إلا أنه لم يتمكن من بيعها صباح العيد، فيما تجاوزت مبيعاته في اليوم الأول من عيد الأضحى الماضي 600 رأس، مؤكداً أن أعداد الأغنام المستوردة في سوق الأحساء تفوق الأغنام المحلية، وأن أكثرها وفرة في السوق الأغنام السودانية، فيما يفضل المواطنون الأغنام المحلية. واستبعد الحربي إمكانية انخفاض الأسعار خلال الأيام الثلاثة الأولى من العيد. وأوضح المواطن خالد الطعيمة أن ليس لدى الجميع القدرة على شراء أضحية لإحياء هذه السنة، لافتاً إلى أن الأسعار أصبحت تتجاوز إمكانات العديد من الأهالي، وبخاصة أصحاب الدخل المحدود، معرباً عن أسفه الشديد من استمرار زيادة أسعار المواشي بوتيرة متصاعدة. كما قال الزبون ناصر العواد إن ارتفاع الأسعار أنعش شراء الأضاحي الرخيصة، التي لا ترتقي إلى مستوى الأضحية الطبيعية من حيث الوزن والحالة الصحية، وبالتالي قد لا تتحقق شروط ومشروعية الأضحية وفق السنة الصحيحة، لافتاً إلى أن ارتفاع الأسعار ليس له مبرر إطلاقاً، مستشهداً بذلك بتراجع الأسعار نسبياً بعد عيد الأضحى مباشرة رغم بقاء أسعارها مرتفعة إجمالا، وذلك لتجنيب التجار والباعة خسائر مالية جراء بقاء المواشي في الحظيرة إلى ما بعد العيد، حيث سيتكلف برعايتها، وبالتالي يضطر إلى عرضها بأسعار منخفضة. من ناحية أخرى، تراجعت أسعار الأغنام في اليومين الماضيين في محافظة الطائف بمعدل 300 ريال للرأس لتستقر عند 1400 ريال للحجم الكبير، وذلك بعد أن قفزت أسعارها إلى 1700 ريال خلال الأسبوعين الماضيين. وخلال جولة "الوطن" في الطائف على الأسواق، لوحظ أن النوع الوحيد المتوفر فيها هو الحري ذو الصوف الأبيض، في ظل وجود ازدحام كبير لتجار الأغنام، الذين يملؤون الأسواق ببضاعتهم ويضطر بعضهم لتحميل شاحناتهم وسياراتهم بالأغنام والذهاب للمبيت في الأسواق لحجز مواقع متقدمة لعرضها في اليوم التالي للبيع. وبحسب بائع الماشية عائش آل محمد، فإن الأسعار قفزت الأسبوع الماضي بشكل كبير حيث وصل سعر الخروف الكبير من النوع الحري إلى 1700 ريال، وهو سعر لم يصل إليه السوق مطلقا، إلا أنه ابتداء من الخميس الماضي تراجعت الأسعار بأكثر من 300 ريال في كل رأس لتستقر عند 1400 ريال للخراف الكبيرة و1150 للمتوسطة و850 للصغيرة. وحول سبب تذبذب الأسعار واتجاهها للانخفاض، قال البائع محمد الحارثي إن زيادة الطلب على شراء الأضاحي قفز بالأسعار إلى مستويات قياسية لم تشهدها من قبل، مشيراً إلى أن انخفاض الأسعار يأتي كنتيجة طبيعية، وذلك بعد أن استطاع الكثير شراء أضحياتهم، وبالتالي سيضطر الباعة لتخفيض الأسعار. ويشير المواطن عبدالله المالكي إلى أن أسعار الأضاحي مبالغ فيها، وأن ما يفاقم الأمر هو غياب الرقابة الفعلية على الأسعار.