يوم الأربعاء الماضي (20/1/1431ه) كتب الأستاذ عبده خال في هذه الصحيفة، (أشواكا) غرسها في جسد التربية الحديثة، نافثا عليها غضبه أن كانت سببا في فشل المعلمين في ضبط طلابهم! لولا أن الكاتب افتتح المقال بقوله إن زاويته موجهة «للمعنيين بالتربية والسلوك العام في البلاد»، لما فكرت في التعليق على ما كتب، أما وقد وجه الخطاب لمن يعنيهم الأمر فإني أعد نفسي واحدة من أولئك الذين وجه إليهم القول. يبدأ الكاتب حديثه بتحدي (أدهى) التربويين. (ولا أدري لم اختار أن يصف المعلم بالدهاء، وليس الحذق؟) إلا أن يكون يرى التعليم أمرا يقوم على الصراع والمغالبة، ويكون النصر فيه للداهية الماكر؟ يقول الكاتب الكريم: «وسوف أراهن أدهى التربويين أن يدرس فصلا كاملا من غير أن ينهيه بالمناشدة للوقوف على المتغير الحادث في المدارس والتصرفات المشينة التي تصدر من الطلاب في هذه الأيام». وما أقلق الكاتب وجعله يصف سلوك الطلاب بالتصرفات المشينة هو ما يرويه من أن معلما دخل الفصل فوجد الطلاب يموجون في فوضى طاغية، فبذل محاولات عديدة (وصفها الكاتب أنها تربوية) وإن كنت أشك في ذلك تماما، بسبب النتيجة التي انتهى إليها المعلم والعبارة (التربوية) التي اختتم بها معركته مع الطلاب. فالكاتب يخبرنا أن المعلم لما يئس من قدرته على ضبط الطلاب، «وكان أعزل من كل شيء»، عمد إلى تهديدهم فقال: «تروا في النهاية حزعل»! إلا أن تفاعل الطلاب مع العبارة (التهديدية) جاء مخيبا، فقد انهالت على سمع المعلم عبارات الاستحسان (لزعله) تأكيدا للاستخفاف به. هذا المشهد الذي يصوره الكاتب ليذكرنا بمدرسة المشاغبين، ليس ثمرة التربية الحديثة ولا نظرياتها التي يتهكم عليها كاتبنا الفاضل، وإنما هو ثمرة وجود أمثال هذا المعلم (الخايب) في المدارس، فهو من خلال عجزه، بدليل إطلاقه تلك العبارة (المؤثرة)، أكد ما وصفه به كاتب المقال من أنه (أعزل من كل شيء)، فهو حقا قد بدا (أعزل)، ولكن ليس من العصا كما يلمح الكاتب، وإنما من المعرفة بالطرق التربوية الصحيحة، ومن مهارات ضبط السلوك، وأساليب التعامل الفعال مع الصغار أو المراهقين. يدور المقال من أوله إلى آخره حول فكرة أن المعلم في التربية الحديثة جرد من قوة العقاب البدني والتوبيخ اللفظي، التي كان المعلمون يستندون إليها فتصنع لهم هيبة في أعين الطلاب تمكنهم من ضبطهم. وبعيدا عن الضعف المتبدي في هذه الفكرة التي يبثها الكاتب في مقاله، حين يجعل ساحة التعليم أشبه بساحة معركة لاينبغي أن يطأها المعلم إلا وقد حمل لها سلاحا من العصي والألفاظ المؤذية كي يضمن النصر على الخصوم، فإن مناقشة جدوى العقاب البدني في ساحات التعلم، لايصلح الجدل حولها بناء على (وجهات نظر). فبعد كل الذي قالته الدراسات العلمية حول الجوانب السلبية التي تنعكس على شخصية المتعلم واستعداده للتعلم، عند تطبيق العقاب البدني في التعليم، يضحي الاعتراض على ذلك غير مقنع، ما لم يكن مدعما بدراسات علمية مماثلة تؤكد ما هو مغاير. (وللحديث بقية، فإلى الغد إن شاء الله) فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة