حرمت العصابات المتسللة المسلحة أهالي قرى الحرث، الخوبة والقرى الواقعة على الشريط الحدودي من مزارعهم التي رحلوا عنها وأصبحت جاهزة للحصاد ف(الزعر، والزيدية، والمعرش) الحبوب التي تشتهر بها تلك القرى، كان يعتمد عليها السكان بعد حصادها ونقلها للأسواق لبيعها والاستفادة من مبالغها المالية في توفير القوت اليومي، ففي الوقت الذي يعيش أهالي تلك القرى في مخيمات النازحين في أحد المسارحة، ما زال قلب المسن علي جبران معلقا بمزرعته وأرضه التي تركها قبل حصادها، متذكرا تلك الأيام من كل عام؛ عندما يبدأ سكان تلك القرى بحصاد مزارعهم، حيث يجتمع الرجال وأسرهم على شكل جماعات ليقوموا بحصد المزروعات ومن ثم تركها لمدة ثلاثة أيام تحت أشعة الشمس ليتم قطف (السنابل) ومن ثم القيام بوضعها في أكياس بعد تصفيتها من الشوائب وبيعها أو ادخارها لاستخدامها في الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة مثل الخظير، والمرسى، العصيدة والخمير. ويتمنى يحيى هزازي أن تعود عجلة الزمن إلى الخلف، ليستطيع العودة لقريته واستنشاق رائحة أرضهم التي غابوا عنها طويلا، فالرحيل الذي أبعدهم عن قراهم ومزارعهم، سبب شرخا في نفوسهم سيبقى شاهدا على مر الأيام، وألحق الخسائر بمزارعهم التي يستفيدون منها طوال السنوات الماضية. المسن علي محمد جحوري يتذكر مزرعته التي أوشك على حصادها؛ وهي تضم عددا كبيرا من المزروعات من القمح والشعير والحبوب بأنواعها منعته الظروف الراهنة طقوس الحصاد كالنقل إلى العشة لحفظها من الأمطار والطيور. ويتحدث أحمد جبران بأن الجميع في تلك القرى في مثل هذه الأيام، يستعدون لحصاد مزارعهم، لكن عدم القدرة على العودة لتلك المنازل بسبب الظروف الحالية جعلهم يؤجلونها إلى السنوات المقبلة في انتظار العودة.