لا يشغل بال سكان القرى الحدودية هذه الأيام، سوى البحث عن أخبار تجدد آمال العودة إلى قراهم ومزارعهم، ومعرفة مصير منازلهم ومزارعهم التي حان وقت حصادها. فأخبار نجاحات القوات السعودية في ردع المتسللين المسلحين وحتى الخدمات المقدمة للنازحين، أصبحت القاسم المشترك في حديث المواطنين في الأسواق والمناسبات وكذلك في المزارع التي تقع خلف الشريط الحدودي. ففي قرية (المنجارة) أوقفت كل من مريم ونورة دوابهما لتبادل أطراف الحديث ومعرفة آخر المستجدات، وكان حديث مريم عن مصير مزرعتها التي تركتها في مركز الحرث، وحلمها قبل الرحيل بحصادها الذي كانت تنوي ادخار جزء منه، وبيع الجزء الآخر في السوق لتقتات منه وتوفر احتياجاتها اليومية، إلا أن الظروف فرضت عليها الرحيل مع غيرها من سكان القرى الحدودية وحنين العودة ما زال يداعب الجميع. ولم تبتعد نورة كثيرا في حديثها عن صديقتها مريم، إلا أنها أوضحت أن سلامة سكان القرى الحدودية من الخطر، وتأمين الشريط الحدودي من قبل القوات المسلحة يعد أكثر أهمية من المزارع والمنازل والممتلكات، وتضيف «الدولة تفتدي المواطن بكل شيء؛ باعتبار حياته أكبر من الممتلكات والمزارع، وهو ما جعل الجهات ذات الاختصاص تؤمن الاحتياجات للسكان في المخيمات والشقق المفروشة حماية لأرواحهم». وتعرج المسنتان بالحديث إلى المساعدات التي صرفتها الدولة على النازحين وتجاوزت ال 100 مليون ريال للنازحين، وتؤكدان أن «مثل هذه العناية لا يوجد مثلها في الدول الأخرى، عطفا على ما نشاهده ونسمعه في الأخبار».