علمت «عكاظ» من مصادرها أن إدارة مستشفى الأمل مشغولة حاليا بالبحث عن مبررات تقنع بها الجهات الرسمية وتضفي شرعية على قرارها إيقاف محاسب المستشفى عن العمل وتوقيف راتبه، بعد أن اتهمته في وقت سابق بالجنون. وأوضحت المصادر أن إدارة المستشفى تحاول الوصول إلى أية أوراق تدين المحاسب، وذلك قبل ردها على الخطابات الموجهة لها بهذا الخصوص من مستشفى الصحة النفسية، ومدير المتابعة في صحة جدة. وأشارت المصادر إلى أن إدارة مستشفى الأمل تسعى لتدعيم مبرراتها بآراء بعض الموظفين الذين رفضوا الدخول في الإشكالية القائمة مع المحاسب، والذين فضلوا البقاء على الحياد، بانتظار ما ستسفر عنه نتائج التحقيق. وأبدى المحاسب الموقوف والمتهم بالجنون تخوفه من أن تضيع إدارة المستشفى أو صحة جدة حقوقه، مشيرا إلى وجود ما وصفها ب«مجاملات» في التعامل مع قضيته أمام موظفي المستشفى، مؤكدا في المقابل عدم تخليه عن المطالبة بحقوقه المعنوية والمادية «مهما كلفني الأمر». وطالب المحاسب جميع من اتهمه بالجنون والإساءة لسمعته أن يقدموا اعتذارهم عن كل التهم التي «لفقت ضدي دون ذنب ارتكبته سوى كشفي عن مخالفات مالية وهي من صميم واجبي الوظيفي». وتشير المعلومات المتوفرة من داخل المستشفى إلى أن بعض رؤساء الأقسام رفضوا التوقيع على شكوى رسمية ضد المدير السابق الدكتور محمد شاووش، والتي تحمله مسؤولية ضعف البرنامج العلاجي، ووجود مخالفات وأخطاء أدت إلى الوضع المتردي وتسببت في هروب النزلاء المستمر من المستشفى. وأكدت ل «عكاظ» المصادر نفسها أن الجهات الأمنية تتابع وضع النزلاء داخل مستشفى الأمل وأرسلت استفسارا لإدارتها الحالية عن أسباب الهروب الجماعي للنزلاء وما تبعه من محاولات هروب فردية. وأكدت وثائق رسمية (تحتفظ الصحيفة بصور منها) تعيين أقارب بعض مسؤولي جدة، وتجاوز في بند المصروفات، بالإضافة إلى مخالفات في الانتدابات. من جانبه، رفض مدير إدارة الخدمات الطبية المساعد في مستشفى الأمل الدكتور أحمد الغامدي الذي أقيل من منصبه، التعليق على أسباب الإقالة مكتفيا بالرد «اسألوا مدير الشؤون الصحية في جدة أو مدير المستشفى». وأوضح ل «عكاظ» أنه قدم لمدير مستشفى الأمل تقريرا مفصلا عن إنجازاته وزملائه في إدارة الخدمات، وموثقة بخطابات الشكر التي تثمنها، مشيرا إلى أنه رغم إقالته من منصبه إلا أنه لا يزال في المستشفى.