خصصت ثلاث خيام في مخيم النازحين في أحد المسارحة لرجل سبعيني يدعى أحمد سلامي يعول أسرة مكونة من 13 فردا؛ سبع شقيقات وخمسة أبناء ووالدتهم، بالإضافة إلى أحفاد عددهم 12فردا التزم برعايتهم بعد أن ترملت واحدة، وطلقت ثانية، وأخرى أصبح زوجها غير قادر على القيام بواجباتها وأبنائها اليومية. السلامي الذي يجلس على (قعادة) كل يوم لا يستطيع الحراك بسبب الأمراض التي أصابته وبناته الأربع لكل واحده منهن حكاية مختلفة. فابنته الأولى (أم هاشم) تزوجت قبل 18عاما، وأنجبت ثلاثة أبناء وكانت تعيش حياة سعيدة، لكن الأيام الجميلة على حد قولها لا تدوم، إذ تعرض زوجها لحادث سير مات على إثره تاركا خلفه زوجة وثلاثة أبناء غير قادرين على توفير قوتهم اليومي، ولأن والدها كان يسعى للحفاظ على مستقبل أبنائه زوجها شقيق المتوفى لعله يحافظ على أبناء شقيقه وكذلك على ابنته الأرملة، سارت الأمور على حد قول أم هاشم على ما يرام لسنوات عدة، لكن سرعان ما تغيرت الأوضاع بعد إنجاب 6 أطفال أكبرهم عمره 14عاما، حيث رفض والدهم الصرف عليهم أو الاعتناء بهم أو حتى إضافتهم في الأوراق الثبيوتية. وأم بيان (الابنة الثانية لسلامي) لها قصة أخرى؛ تتمثل في إصابة زوجها بانفصام في الشخصية وعدم قدرته على توفير المصاريف اليومية التي من خلالها تستطيع العيش بسلام دون مضايقات، عدا الإعاشة التي تصرف لهم والمساعدات البسيطة من المحسنين. وشقيقتهن أم جنا، لا تختلف عن شقيقاتها في حالهن الصعب، حيث فقدت زوجها في حادث سير بعد أن ترك لها طفلة تعاني بعد مضي ثلاث سنوات على حادثة زوجها العسكري من الحرمان من راتبه التقاعدي الذي عجزت عن الحصول عليه، لعدم قيام أسرة زوجها بمراجعة الجهات المسؤولة لأخذه، مما أدخلها في دوامة الديون والعوز. لكن زمزم التي تعول زوجا جديدا مقعدا وأطفالا من زوجها المتوفى، تخرج إلى المخيم لبيع بعض المواد الغذائية البسيطة لعلها تساهم في توفير القوت اليومي للأفواه الجائعة.