قد تمر على مخيلتكم صور وأحداث لها وقعها واعتبارها الخاص ومكانتها في قلوبكم، فتعقبها ابتسامة أمل في أن ترجع تلك اللحظات مرة أخرى، ولكن هيهات!! أو العكس فقد تمر صور وأحداث حزينة فتعقبها دمعة حارقة مؤلمة ثم ما تلبث قليلا حتى تنساها مع متطلبات الحياة وأمورها، وتستمر الحياة وكأن شيئا لم يحدث؛ لأن من سنة الحياة أن نعيش وننسى، فكل شيء سينتهي لا محالة، هذا حالنا تذكر ونسيان. فسبحان الخالق الذي جعل هذه النعمتين في كل إنسان. في حياتنا أحداث سعيدة وأخرى حزينة، فبهذه النعمتين نتذكر الأولى وننسى الثانية. انس لحظات ضعفك التي مررت بها، انس كل حدث أليم مر بك. تخيل معي أنه لا يوجد نسيان، فكم من المصاعب والأحزان التي تواجهنا تتراكم بعضها فوق بعض حتى نغرق في بحرها ولا نستطيع مواصلة العيش في هذه الحياة؛ لأن التفكير سيداهمنا ويقضي علينا فتتعطل طاقاتنا وتفشل إرادتنا. ولكن بالمقابل، النسيان قد يكون نقمة علينا، فلا تتذكر آلامك ومصائبك وأحزانك وتنسى نعم الله الأخرى عليك، لا تتذكر عيوب صديقك التافهة وتنسى خصاله الحسنة. انس الأعداء وتذكر الأصدقاء، انس الكره وتذكر الحب، انس الخيانة وتذكر الوفاء، انس الأحزان وتذكر الأفراح، انس كل شيء وتذكر قوله تعالى: «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها». إنعام السهلي