لاتزال هذه المقولة محل جدل في المحافل الإعلامية بمختلف شرائحها وتعددية توجهاتها: هل ذكر الحقيقة ناقصا يعتبر كذبا؟. فالكذب حسب تعريف (مركز الإشعاع الإسلامي للدراسات والبحوث الإسلامية) هو: الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو فيه،... وكل إخبار بخلاف الواقع يعد كذبا. قال الله عز وجل: (إنما يفتري الْكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأوْلئك هم الكاذبون). انتهى التعريف. قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: (واعلم أن مذهب أهل السنة أن الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو.. تعمدت ذلك أم جهلته، لكن لا يأثم في الجهل وإنما يأثم في العمد. فالكذب: الإخبار عن الشيء على خلاف ما هو عمدا كان أو سهوا). ولكن لو أخذنا مفهوم الكذب ومشتقاته: الألك، والفرا، والزور، والزعم، والولق، والإفك.. وما إلى ذلك.. فإننا لن نخرج عن حقيقة أن: تشويه الواقع، سواء أكان عن طريق الإخبار عن الشيء بخلاف ما فيه، أو إخفاء بعض الحقائق، هو في النهاية (الكذب). فطالما أن المنظور للواقع قد تغير، فهذا يعني أن ما قيل يدخل في باب الكذب أو مشتقاته. الملاحظ في بعض وسائل الإعلام المطبوعة، أن هناك حملة شبه متفق عليها ضمنيا للنيل من رجال الحسبة، وكأنها تصفية حسابات متعمدة تهدف إلى تشويه سمعتهم، وذلك من خلال ذكر الحقائق عن تحركاتهم ونشاطاتهم بشكل ناقص. فالقصص التي تروى عنهم وتنشر في الصحف معظمها ناقص، وإن كان كل ما ذكر فيها حقيقي وواقعي.. ولكن الحقيقة ليست كاملة.. وبهذا تصنف على أنها ليست صدقا. المطلوب هو أن لا يسمح لأي كاتب أو محرر أو صحافي بأن يتناول قضية من القضايا دون أن يكون على دراية تامة بكامل التفاصيل للقضية، فنشر بعض الحقيقة ليس من الأمانة الصحافية وليس من ميثاق الشرف الصحافي في شيء، وهو أشبه بقولك: ويل للمصلين.. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم منع نشر أي معلومات ناقصة فيما يتعلق بقضية من القضايا، وفي المقابل، يسمح لكل صحافي أو محرر أو كاتب بأن يتقصى الحقيقة الكاملة وأن يصل إلى الحقيقة الكاملة، لكي يلتزم بنشر الحقيقة الكاملة. ففي هذا خير للبلاد والعباد.. والله أعلم. e-mail: [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 105 مسافة ثم الرسالة