حوادث دور الرعاية كشفت عن أشياء لا تصلح للبقاء في عالم الآدميين لأنها محاربة بقوة حتى في عالم الحيوان! منها الضرب والقسوة والإهانة والتعنيف كما يقال عن أساليب التعامل في مستشفى الأمل في جدة أو دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة! الملاحظ أن الأخبار الصاعقة تتوالى.. كحبات السبحة بعد تفكك وثاقها!! فبعد قصة الهروب المشين من مستشفى الأمل في جدة.. شاع خبر تدخل الجهات الأمنية في العاصمة المقدسة لإعادة الهدوء إلى دار الرعاية الاجتماعية للفتيات في مكةالمكرمة إثر الفوضى العارمة التي قامت بها نزيلاته رفضا لسوء التعامل وللضرب والقسوة والعنف! مما أطاح بالأسرار وكشفها على الملأ!! وإذا كان الخطأ متوقعا في كل جهاز مهني عامل تحت شعار من لا يخطئ لا يعمل! فهذا لا يعني أن ما حدث في مستشفى الأمل في جدة.. أو في دار الرعاية للفتيات من الأخطاء المتوقعة أو غير المتعمدة أو الأخطاء المهنية الواردة! لأنه من الأخطاء البشرية ولا أتعدى الحقيقة إذا قلت إنه كارثة أخلاقية تضرب عرض الحائط بكل القيم الإنسانية وكل المواصفات الأخلاقية لمجتمعنا السعودي المعروف! كما ينبغي ملاحظة أن القضية عامة خرجت من كونها (أخطاء) قابلة للمعالجة وأصبحت أمام العالمين نوايا مقصودة.. وأساليب متبعة.. وممارسات منبوذة.. وفسادا متعمدا.. وأداء خالي الذمة!! وهذا هو الفرق الجوهري بين تقصير وتقصير وبين قصور وقصور!! مما يستدعي أن يكون الفرق في العقاب واردا.. فلا ينبغي المساواة في العقاب بين المقصر عن عمد مع المقصر عن غير عمد!! والذي حدث سواء في الأخبار الواردة عن مستشفى الأمل في جدة أو دار الرعاية في مكةالمكرمة قصور متعمد والتقصير بشري قيمي أخلاقي تم التواطؤ عليه والسكوت عنه ولم يجد من يردعه! فالشكاوى في الجهتين عبارة عن سوء معاملة، وخلل في نظام التغذية، وإهمال في تلبية الواجب المهني، وعدم الإحساس بحقوق النزلاء سواء في مستشفى الأمل أو في دار الرعاية! وأخشى أن يكون غيرهما أماكن أخرى لا تزال رائحتها مدفونة أو في الطريق إلينا! ذلك يعني أن الجهات الرقابية المعنية لا تلتفت إلى حيث يوجد نزلاء ضعفاء بل اتجاهها يصب إلى حيث يكون الأسوياء والأقوياء! ذلك يعني أن كما بشريا هائلا محسوبا علينا لا يجوز إغفاله يعاني من الإهمال والتهميش وتعمد الإساءة إليه! وليس أسوأ على مجتمع من أن لا يجد الضعيف فيه من ينصره! وليس أسوأ من استبداد الظلم والقسوة والافتراء! هؤلاء الذين يستغلون ضعف الضعفاء يستحقون أقسى عقاب لأنهم خانوا الأمانة وغدروا بالضعيف... فمن يسمع نداءهم!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة