دائما ما كان الفنان لسان أصحاب الرأي في المجتمعات، ومترجم أفكار كتابها عند مواجهتها المحن والنكبات. وجدلية أن يكون للفنان دور فاعل من عدمها التي طفت على السطح أخيرا، حمست فناننا الكبير الممثل والمنتج محمد حمزة للتصدي لكارثة الأربعاء الأسود وتحويل أبرز صورها الاجتماعية الكارثية إلى دراما في عمل فني بدأ يعد له بالفعل من الآن ليكون أمام مشاهدي الشاشة في مناسبة مرور عام على الكارثة. كان محمد حمزة المرتبط بقضايا وطنه الاجتماعية أحد نجوم جولة «باص الإعلاميين» بين الأحياء المتضررة التي دعا إليها الزميل مساعد الخميس وزميله سعود الخلف، وضمت الكثير من نجوم الفن والإعلام مثل عبادي الجوهر، سامي إحسان، عمر الجاسر، عابد البلادي وعبد الله اليامي وحسن اسكندراني. ومن لحظتها أصبح يفكر في الطريقة التي يقدم فيها معالجة درامية للحدث التي بدأ التفكير الجدي فيها بعد قراءته لمقال الزميل خلف الحربي الشهير بعد الكارثة «طرطشلي» قرر أن تكون البداية بتلك السخرية والرشاقة في التناول. وهو ما بدأ به بالفعل عمله المكتبي من أجل هذا المسلسل بعد مكالمة طويلة مع خلف الحربي وزيارة لبعض الأحياء العشوائية في شرق جدة، والاستماع لبعض «حكاوي» وقصص المآسي التي فيها يرد المضحك والمبكي في الوقت نفسه التي من الممكن أن تثري العمل بكثير من مفارقات الأحداث المتقاطعة نتائج الإضرار فيها بالمنفعة في بعض الأحيان وأحيانا حصول المصادفات العجيبة التي كانت سببا في إنقاذ بعض الأرواح أو العكس. الخطوة التي تعتبر مبادرة جيدة من فناننا الكبير تحتاج إلى وقفة دعم ملموسة من جهات عدة لعل من أهمها القوة الإنتاجية المتاحة لأفكار قد تكون أقل أهمية من طرح مشكلة طوفان الأربعاء في جدة وضحايا الأحياء العشوائية. في رأيي أن محمد حمزة عبر هذه الخطوة يؤكد على معايشته الأحداث وإصراره على أن يؤدي الفنان دوره تجاه مجتمعه. وتبقى خطوات المساندة من تلفزيوننا العزيز في التعامل مع موضوعات تلامس قضايانا ومشكلاتنا المعاشة. فاصلة ثلاثية للشاعر طلال العبد الله الرشيد: اترك جمالك يا حبيبي على جنب غير الحلا يعجبني بزود .. طيبك كلك على بعضك تجنن وتنحب حظي كبير اللي جعلني حبيبك