وجّه الزميل العزيز محمد الرشيدي في زاويته أمس الاثنين مناشدته لوزير الإعلام وسمو نائبه لإعادة النظر في قرار التلفزيون القاضي بوقف التعامل مع الممثل فايز المالكي على خلفية قيامه ببيع مسلسل "سكتم بكتم" لقناة MBC دون الرجوع للمالك الأصلي وهو التلفزيون السعودي. ورغم احترامي الكبير لما يكتبه الزميل الرشيدي من رؤى فنية مميزة منذ سنوات طويلة إلا أنني سأختلف معه هذه المرة في ما قاله عن هذه القضية المهمة والحساسة والتي تتعلق بالحقوق المادية لجهة حكومية معتبرة مثل التلفزيون السعودي. يعلم الجميع كيف كان حال تلفزيوننا العزيز قبل سنوات وكيف كانت الفوضى تحكمه بالذات في قضايا حقوق الملكية الفكرية، وكنا وقتها ومعنا الزميل الرشيدي نطالب التلفزيون بأن يسلك منهجية احترافية في زمن المنافسة الفضائية حتى يستطيع المحافظة على مكانة مميزة في الساحة. وكنا نرفض النظرة للتلفزيون السعودي على أنه مجرد "جمعية خيرية" لابد أن يُنفق الأموال على الممثلين والمنتجين دون أن يحاسبهم على الجودة والمستوى، فقد كانت "التعاميد" توزع كشرهات على المنتجين إلى درجة بدأنا نعتبر التلفزيون فرع للضمان الاجتماعي، حيث صُرفت الملايين على مسلسلات سيئة لا يزال كثيرٌ منها حبيس الأدراج لرداءته الشديدة. كنا نقول ذلك كله ونطالب التلفزيون باتخاذ إجراء عاجل لتصحيح الأمور، وعندما بدأ يتعامل باحترافية مع قضايا الإنتاج، اعترضنا عليه وطالبناه بالعودة إلى زمن المجاملات!. إن الإشكال الأخير الذي حدث بين التلفزيون السعودي والفنان فايز المالكي هو إشكال حقوقي بالدرجة الأولى ولا مكان فيه للعواطف، ذلك لأن التلفزيون يملك كافة حقوق المسلسل، وليس لأحد الحق ببيعه إلى قناة أخرى دون الرجوع إليه. ولأن العقد شريعة المتعاقدين فإن المالكي وفق العقد بينه وبين التلفزيون السعودي يقضي بأن يسوّق العمل لقناة أخرى وله 50% بالمائة من قيمة الصفقة لكن القرار الأخير بيد التلفزيون بصفته المالك الحقيقي والوحيد للمسلسل. وما فعله المالكي هو ببساطة أنه باع لقناة MBC مسلسلاً لا يملكه فعلاً مع التجاهل التام لرأي الملك الأصلي. لقطة من المسلسل القضية «سكتم بكتم» إذن لدينا هنا تجاوز لأنظمة التلفزيون ومخالفة صريحة للعقد وعليه فإن قرار التلفزيون السعودي بتجميد التعاون مع الفنان فايز المالكي حتى يتم حل هذه المشكلة هو قرار منطقي تماماً ومن اتخذه يسعى لحفظ حقوق الدولة، وهي خطوة ممتازة يقوم بها التلفزيون السعودي ومن خلفه وزارة الثقافة والإعلام نحو الاحترافية والمهنية التي طالبنا بها كثيراً منذ سنوات طويلة، فالقانون يجب أن يسري على الجميع وأولهم كبار الفنانين والنجوم. يجب أن يعي نجومنا الكبار أن مرحلة الفوضى في التلفزيون السعودي قد انتهت، وأن المرحلة الحالية التي يقودها وزير الإعلام ومساعديه المخلصين، هي مرحلة احترافية بكل المقاييس تتطلب من الفنان أن يعرف ما له وما عليه وأن يلتزم بكافة بنود العقد التي تربطه بالتلفزيون السعودي. زمن الفوضى والمجاملات انتهى إلى غير رجعة، ومهما كان الفنان متميزاً فلابد من احترام قوانين وأنظمة البلد، ولا أعتقد أن أحداً سيخالفني في ذلك. عبدالرحمن الهزاع وهنا أريد التأكيد على شيء هو أنني لست ضد شخص الفنان فايز المالكي والذي أحمل له كل التقدير والاحترام خصوصاً فيما أعرفه عنه من قيامه بالأعمال الخيرية، ثم إني لست محامياً للتلفزيون السعودي فهناك المتحدث الرسمي الذي يملك القدرة والبراعة على تفنيد سبب القرار التجميد, وما دفعني لكتابة رأيي أعلاه ما رأيته من هجوم على قرار التلفزيون رغم أنه كان قراراً غاية في الاحترافية، يدعونا للإعجاب بالتطور الإداري الكبير الذي يحكم عمل التلفزيون هذه الأيام. ولذلك فأنا هنا التمس من معالي الوزير وسمو نائبه ضرورة مكافأة من أصدر هذا القرار لأنه يحافظ على هيبة التلفزيون السعودي ومصداقيته هذا غير محافظته على المال العام. فايز المالكي