تشكل الأنشطة التطوعية الأهلية لمساعدة منكوبي الأحياء العشوائية المتضررين من كارثة سيول جدة قبل 16 يوما، محاولة للوقوف إلى جانب من فقد عزيزا عليه أو تدمر منزله أو خسر كل ما يملك، فكيف إذا كان من يقدم خدمة التطوع من كبار نجوم الفن والإعلام والرياضة في وطننا الغالي. الزميلان الإعلاميان مساعد الخميس رئيس مجلس إدارة مجلة «1 الميزان» والمذيع سعود الخلف قادا قافلة نجوم الإعلام والفن لمواساة منكوبي الأحياء العشوائية في مناطق شرق جدة، يتقدمهم الفنان عبادي الجوهر، محمد عمر، سامي إحسان، محمد حمزة، وائل محمد حمزة، علي الصقير، عمر الجاسر، عبدالله اليامي، عابد البلادي، حسن اسكندراني، حسين اسكندراني، ونجم الغناء اليمني فؤاد الكبسي، محمد القرشي، عبدالرحمن القايدي، سلطان علي الحوالي، الشاعر الدكتور خضر اللحياني، النجمة ريماس، وفريد مخلص، بالإضافة إلى الزميلات في حقل الإعلام حليمة مظفر، ابتهاج نقشبندي، منال خياط. كما ضمت القافلة ثلاثة نجوم أضفوا كثيرا من الفرح على المتضررين وهم نجم نادي الاتحاد محمد نور، ونجما ستار أكاديمي محمد الخلاوي، وهشام الهويش ونجم سوبر ستار عيدروس العيدروس. وتمكن أعضاء القافلة في مجالات الفن والإعلام والرياضة من زرع البسمة على شفاه المتضررين وتمكنوا أن ينسوهم حالة الأسى والحزن التي يعيشون فيها للحظات خلال حديث لم يكونوا يتوقعونه من هؤلاء النجوم وفي مثل هذه الأمكنة. ووصف ل«عكاظ» الفنان عبادي الجوهر فكرة القافلة بأنها مبادرة جميلة تجاه هؤلاء الذين نكبهم السيل، مؤكدا أهمية مشاركته وزملاؤه نجوم الفن والإعلام والرياضة في الوقوف إلى جانب هذه الشريحة من الناس. وحول ما خرج من هذه الجولة على تلك الأحياء المتضررة قال الجوهر إن الحالة التي عشناها كانت أشبه بلوحة سوريالية اختلطت فيها المشاعر الجميلة والمفرحة مع مظاهر الأسى، لكن لا شيء أهم من العمل الإنساني وكل شيء في هذا المشهد يؤكد أن العمل الإنساني مشروع جميل يستحق بذل الوقت والجهد وكل ما يمكننا كبشر من بذله. أما الفنان محمد عمر: فيؤكد أن أجمل ما في هذه القافلة وجود متطوعين من الشباب يبذلون الكثير من الجهد وبلا ملل وبدون أي مقابل، فهذا مثار إعجاب لأي أحد يراقب هذا العمل الإنساني وفي هذه المواقع وجدنا المعنى الحقيقي لكلمة ناشط اجتماعي تجاه أبناء الوطن. وبدأ الموسيقار سامي إحسان حديثه بالشكر للكوارث الطبيعية التي أكدت لنا عبر ما يبذل من جهود تطوعية بأننا مجتمع متكاتف في الأوقات الصعبة ويعرف كل منا واجبه تجاه أخيه الإنسان ومتى عليه أن يهب للنجدة والمساعدة. ويقول محمد حمزة إن هذه الخطوة جعلته يطلع على كثير من لوحات المعاناة التي تزخر بقصص واقعية من الممكن تحويلها إلى أعمال درامية من أرض الواقع لتكون أكثر التصاقا بالواقع. وأشار إلى أن مثل هذه الحالات تكون صادقة إذا ما حاول معشر الفنانين تحويلها إلى أفلام وثائقية تؤكد حميمية وتكاتف هذا المجتمع، فعيون العاملين المتطوعين في نجدة المتضررين تحكي فرحا وهم يبذلون عطاء لا يطلبون منه أي مقابل. من جانبه، يعبر نجم نادي الاتحاد والمنتخب السعودي محمد نور عن سعادته بإتاحة الفرصة له للالتقاء بهؤلاء المساكين الذين شاءت الأقدار أن يكونوا عرضة للسيل، بنفس القدر الذي طرزت فيها معالم الألم كل ملامحه. وقال: هؤلاء يحتاجون الكثير من الجميع بلا استثناء، وكم كانت سعادتي وقد تمكنوا من الحديث معي عن كرة القدم وهم في هذا الوضع المأساوي، الأمر الذي يحملنا مسؤوليات مضاعفة تجاههم. وأسفرت الجولة عن عدة أعمال غنائية لعدد من الفنانين ومنها عمل للفنان عابد البلادي الذي سجل أغنية خاصة عن الحدث من كلمات دخيل الحارثي وألحان عبد ربه إبراهيم ومطلعها: «مساء الغيث ياجدة صباح الحزن والغمة، وش اللي صار في بحرك، وش اللي بدل الصورة، عطوك من الوهم فستان وصدرك غار في دمه، رأيت الطفل في يمك يصيح ويعتزي بامه». كما كتب الدكتور الشاعر خضر اللحياني نصا مطلعه: «غطى الدمع عينيها، فسال فوق مقلتها، بكت أبناءها جدة بكارثة يم أصابتها».