قالوا: إن الجامعة الإسلامية هي الجامعة التي لا تغيب عنها الشمس .. وحجتهم: أن طلاب هذه الجامعة يتوزعون في معظم دول العالم، وأنها أيضا تحتضن طلابا من معظم دول العالم. وبالمناسبة فإن استقطاب طلاب من دول متنوعة وإلحاقهم بالجامعات هدف تسعى وسعت إليه دول كثيرة بهدف التأثير على أولئك الطلاب وجعلهم في نهاية المطاف جنودا أوفياء للدول التي تعلموا فيها. في السنوات الماضية كانت أمريكا وروسيا تتنافسان في استطقاب الطلاب الأذكياء من معظم دول العالم، وكان العالم العربي هدفا كبيرا لكلتا القوتين العظميين آنذاك ولا تزال أمريكا تقوم بالدور نفسه وإن كان بصورة أقل زخما مما كان عليه أيام الصراع بين أمريكا وروسيا. الملك فيصل رحمه الله تنبه لهذا الهدف، لكنه أراده نبيلا بحيث يشجع أعدادا من الطلاب المسلمين ليواصلوا دراستهم في جامعة إسلامية متميزة يكون مقرها عاصمة الإسلام الأولى، المدينةالمنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم. هذه الجامعة قامت بدور عظيم وما زالت فعدد كبير من خريجيها أصبح لهم مكانة بارزة في بلدانهم، منهم الوزراء والحكام والقضاة والأساتذة وسواهم، وكل هؤلاء يحملون محبة وولاء للبلد الذي احتضنهم شبابا وقدم لهم تعليما إسلاميا متميزا، ولهذا فإنني آمل أن تواصل الجامعة هذا الهدف النبيل لكي يكون لبلادنا امتداد أصيل في معظم دول العالم وهذا كنز كبير يصعب لغيرنا أن يناله بنفس القدر الذي يتسنى لنا لميزة بلادنا ومكانتها الكبرى في عالمنا الإسلامي. الحديث عن الأوقاف في الحضارة الإسلامية حديث طويل يصعب حصره في مقال، لكن يكفي أن أقول: إن الأوقاف في حضارتنا كانت من أهم مصادر تنمية العلم بكل فروعه ومن أهم أسباب تنامي قوة الأمة في اقتصادها وقوتها المادية. تجار المسلمين وأعني من يملك المال بغض النظر عن طبيعة عمله أدركوا ومنذ عهد رسولنا الكريم أن دور الأوقاف كبير في المحافظة على هوية بلادهم حتى في أحلك الحالات التي وصلت إليها الدولة المسلمة. الأوقاف على التعليم كان حاضرا في أذهان التجار، فأوقفوا أموالا طائلة على بناء المدارس، والإنفاق على المعلمين، ومتابعة أحوال الطلاب ومتطلباتهم التعليمية. بناء المساجد كان واحدا من هذه الاهتمامات، وبعد البناء تأتي مرحلة الوقف على هذه المساجد لكي لا تتوقف عن أداء رسالتها التنويرية. ولعله من اللافت للنظر أن بعض المدعوين تحدث عن أوقاف الحرمين الشريفين في بعض الدول وكيف أن هذه الأوقاف دعمت هذين المسجدين عقودا طويلة وأن بعضها لا يزال موجودا حتى الآن وأن هناك إجراءات قانونية للمطالبة بهذه الأوقاف. تحدث البعض عن الأوقاف للقطاع الصحي قديما، وعن أهمية استمرار هذا النوع من الأوقاف لدعم القطاعات الصحية المحتاجة، وكذلك مساعدة المرضى ذوي الإصابات الكبيرة والباهظة التكاليف. واللافت للنظر أكثر أن هناك أوقافا على الحيوانات التي كبر سنها ولم تعد قادرة على الاستمرار في عملها. لقد سبقت هذه الأوقاف كل المتحدثين عن حقوق الإنسان وحقوق الحيوان لأنها بدأت منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) وحتى عصرنا الحاضر. ومنذ قيام الدولة السعودية اهتم الملك عبد العزيز رحمه الله بالأوقاف، وقد ربطها بالقضاة فطلب منهم الإشراف عليها ومحاسبة القائمين عليها. ثم أنشئت وزارة الحج والأوقاف، وبعد ذلك وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف، وقد اهتمت هذه الوزارة وبشكل مؤسسي بالأوقاف في بلادنا. معالي وزير الشؤون الإسلامية الذي حضر جلسة الافتتاح أعلن أن خادم الحرمين أمر بإنشاء هيئة عامة للأوقاف، وأن هذه الهيئة بنظامها الحديث ستتولى مسؤولية الأوقاف في بلادنا. الملك حفظه الله له اهتمامات بالوقف، ومعروف أنه أوقف الكثير على بعض المؤسسات العلمية والخيرية. ومعروف أيضا أن بعض تجارنا أوقفوا مئات الملايين على مشروعات علمية في الجامعات وكذلك مشروعات خيرية متنوعة الأغراض والأهداف. الجميل في افتتاح المؤتمر إشارة الدكتور العشماوي في قصيدته إلى حق بلادنا في الدفاع عن نفسها، ودعوته للابتعاد عن الخلافات التي تمزق وحدة الأمة الإسلامية. والجميل أيضا إظهار الفرح بشفاء سمو ولي العهد، سمعته من أمير المدينة ومدير الجامعة وبعض المتحدثين. مدير الجامعة كان رائعا، هكذا حدثني كل من رأيته، قدم للمدعوين كل احتياجاتهم، وقدم قبل ذلك نموذج المسؤول السعودي المتواضع العامل والفاعل. السيد عبد الله السميري مدير العلاقات أيضا كان موفقا وكانت ابتسامته لا تفارقه رغم كثرة مشاغله واعتماد الكثيرين عليه .. أتمنى أن أرى بعض التوصيات التي اتخذها المؤتمر واقعا نراه في بلادنا وفي البلاد العربية الأخرى. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة