بحثت نظريات عديدة علاقة الحرمان من النوم بمرض الخرف (الزهايمر)، وخلصت هذه النظريات إلى أن الحرمان المزمن من النوم يعد أحد أهم الاضطرابات السلوكية والاجتماعية في المجتمعات البشرية الحديثة. واعتبر استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في جدة الدكتور أيمن بدر كريم «أن متوسط عمر جسم الإنسان يحتاج إلى معدل 7 8 ساعات من النوم لأداء وظائفه الحيوية والاجتماعية على أكمل وجه، ويزيد هذا العدد إلى 16 ساعة بالنسبة للأطفال الرضع ويقل إلى 5 6 ساعات بالنسبة لكبار السن». وذكر كريم «أن 37 في المائة من سكان الولاياتالمتحدةالأمريكية يعانون من الحرمان الإرادي المزمن من النوم، فلا ينامون إلا نحو 6 ساعات ونصف فقط في الليلة، ويلاحظ انتشار هذه المشكلة الاجتماعية في المملكة وغيرها من المجتمعات العربية بسبب ثقافة السهر، وتأخر أوقات النوم والارتباطات الاجتماعية التي تبدأ في ساعة متأخرة من الليل، وفرط مشاهدة القنوات الفضائية والإنترنت، والتبضع في الأسواق على مدى 24 ساعة، واختلال ساعات النوم والاستيقاظ حتى عند صغار السن الذين يحتاجون إلى ساعات نوم أطول لاكتمال نموهم العقلي والبدني». ولفت إلى «وجود دلائل جديدة تشير إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض الخرف أو ما يسمى علميا «الزهايمر»، ففي شهر سبتمبر من العام الحالي، أظهر بحث لجامعة واشنطن في ولاية ميسوري الأمريكية، ارتباط الحرمان المزمن من النوم السليم بتراكم مادة «الأمايلويد» في أنسجة المخ. ومعروف طبيا أن الزهايمر يعد أحد الأمراض العصبية الذهنية المزمنة التي تصيب كبار العمر نتيجة لضمور المخ، وتراكم طبقات بروتين الأمايلويد بصورة غير طبيعية مما يحد من قدرة المخ على أداء وظائفه الذهنية والعصبية الضرورية للحياة».