منذ أكثر من عامين أنا مخطوبة لابن عمي، ولا أحبه ولا أطيقه، وخطوبتنا تمت رغما عني، أهلي اتفقوا معه على كل شيء ثم أبلغوني. وأنا لا أريده وأريد شخصا أقتنع به، وأهلي يطلبون مني الموافقة على ابن عمي حتى لو كان به عيوب الدنيا، مع أني إنسانة متعلمة وحاصلة على بكالوريوس، وباختصار ابن عمي يريدني وأنا لا أريده، وكلما حاول أن يكلمني أو يقابلني لا يجد مني إلا الصد، ولا أنكر أني حاولت أكثر من مرة التأقلم معه حتى لا أظلمه معي، ولكني وجدت نفسي في كل مرة أزداد كرها له، ومع أن أهلي وأهله يعلمون بأني لا أريده، لكنهم للأسف يقفون ضدي، وحاليا أفكر بالانفصال فما رأيك بالموضوع أريد رأيك لأني أثق به. ابنتك: ن وأنا أقرأ رسالتك يا بنيتي تذكرت أن البخاري والنسائي، قد أوردا حديثا عن ابن عباس: أن جميلة بنت عبد الله بن سلول، امرأة ثابت بن قيس بن شماس: أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق، ولا دين، ولكن لا أطيقه بغضا، وأكره الكفر في الإسلام، قال: أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، قال: أقبل الحديقة، وطلقها تطليقة. ولفظ ابن ماجه: فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يأخذ منها حديقته، ولا يزداد، وفي هذا الحديث ما يشير إلى حق المرأة التي تكره زوجها أن تطلق منه، والواضح في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يناقشها لمجرد أنها قالت إنها تكرهه، وقياسا على ذلك فإن من حقك أن تطلبي الطلاق منه، طالما وصلت درجة كراهيتك له إلى هذا الحد، وطالما أنه لم يفهم عدم ردك على اتصالاته ورسائله، فأنت بحاجة لتوضيح عدم ارتياحك له وأنك غير قادرة على تمضية بقية الحياة معه، مع مراعاة أن لا تجرحين مشاعره، وتمني له حياة أسعد مع امرأة أخرى، وبتقديري يصعب على أي رجل الاستمرار في مشوار الزواج من امرأة تقول له أنها لا تحبه، إلا في حالة واحدة هي أن يشعر الرجل بجرح عميق في كرامته ولا يملك من النضج ما يكفي لاتخاذ القرار الصائب وقد يستمر في مشروع الزواج للانتقام منها، لذا نصيحتي لك أن تتجنبي جرح مشاعره وإهانته، وذكريه لو أنه هو من قال لك أنه لا يريدك هل كان يتمنى أن تتركيه بسلام أم سيكون أسعد لو فضحت أمره وشنعت عليه؟