تحتفل الجماهير السعودية بصفة عامة والاتحادية بوجه خاص الليلة بمهرجان اعتزال المهاجم الدولي السعودي السابق حمزة أدريس والتي امتدت قرابة 12 عاماً وذلك عندما يلتقي فريق اتحاد جدة اليوم مع فريق يوفنتوس الإيطالي على ملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة. وكان الفريق الإيطالي وصل أمس إلى جدة بكامل نجومه، بينما سيدعم الاتحاد صفوفه بعدد من اللاعبين العرب أبرزهم الجزائري لزهر حاج عيسى والمصري إسلام الشاطر والإماراتي إسماعيل مطر والعراقي يونس محمود، الى جانب نجوم الاتحاد السابقين الحسن اليامي وأحمد جميل ومحمد الخليوي وسعود السمار وعبدالله ريحان وخميس الزهراني وأحمد خريش. وشق حمزة إدريس المولود بالمدينة المنورة في 9 تشرين الاول (أكتوبر) 1972 طريقه نحو النجومية بسرعة الصاروخ في بداية مشواره الرياضي عندما كان لاعباً بنادي أحد (درجة اولى)، الذي استطاع من خلاله لفت الأنظار والانضمام للمنتخبات السعودية في العديد من المحافل القارية والعالمية. ونظراً لموهبته الفذة، بدأت الأندية الكبيرة تخطب وده قبل أن ينجح نادي الاتحاد في ضم اللاعب إلى صفوفه نهاية عام 1997 مقابل 3 ملايين ريال كان نصيبه منها 600 ألف ريال إضافة إلى راتب شهري 20 ألف ريال. وعلى الصعيد الشخصي، حقق إدريس العديد من الإنجازات التي تزامنت مع إنجازات فريقه، إذ توج بلقب هداف الدوري السعودي عام 2000 برصيد 33 هدفاً محطماً جميع الأرقام، ولم يحطم أي لاعب هذا الرقم حتى الآن. كما أنه توج بلقب هداف بطولة أندية مجلس التعاون الخليجي عام 1999 برصيد 6 أهداف وبلقب هداف البطولة العربية للأندية البطلة الرابعة عشرة عام 1998 برصيد 4 أهداف. وتوج ادريس بجائزة الحذاء الذهبي التي تمنحها مجلة الوطن الرياضي (الحدث الرياضي حالياً) كهداف للعرب عام 2000 قبل أن يكرم كثالث هدافي العالم في الاحتفال الرسمي الذي أقامه الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء. وكادت نجومية حمزة إدريس الملقب محلياً ب«البرق» وبين جماهيره ب«حمزة غول»، أن تأفل في موسمه الأول مع فريقه الجديد الاتحاد عام 1998، عندما تعرض لإصابة قوية في أول مباراة رسمية له أمام النجمة في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد (كأس الاتحاد سابقاً) والتي لم يشارك بعدها حتى نهاية الموسم، وهو ما جعل البعض يصف الصفقة بالفاشلة. لكن رد اللاعب كان قوياً بعد عودته إذ أثبت للجميع أنه مهاجم من طينة الكبار وأنه الرقم الصعب في الهجوم الاتحادي وأسهم خلال 12 عاماً في قيادته للعديد من البطولات والإنجازات على كافة المستويات. وعاد حمزة أكثر قوة وإرادة بعد الإصابة وأسهم في عودته القوية المدرب البلجيكي ديميتري دافيدوفيتش الذي منحه الثقة وأتاح له الفرصة الكاملة، وهو الأمر الذي استغله اللاعب بصورة إيجابية إذ سخر إمكاناته الفنية وقدراته التهديفية لمصلحة الفريق وأسهم في تحقيق 15 بطولة ما بين محلية وإقليمية وعربية وقارية، بدأها بالرباعية التاريخية عام 99 وبعدها واصل رحلة الانتصارات والإنجازات حتى أعلن اعتزاله اللعب بعد فوز فريقه بالدوري عام 2007. وبدأ حمزة مشواره مع المنتخبات السعودية منذ أن كان في فريقه السابق أحد إذ التحق بمنتخب الناشئين الذي كان يستعد للمشاركة في كأس العالم ولكن تم استبعاده، ثم منتخب الشباب في التصفيات الآسيوية والتي شهدت تسجيل أول أهدافه الدولية وكان في مرمى المنتخب العماني، ثم انضم للمنتخب الأول وشارك معه في دورة الألعاب الآسيوية. بعد ذلك واصل مشواره مع الأخضر وأسهم في فوزه بكأس آسيا عام 1996 والتأهل لكأس العالم عامي 1994 و1998 ووصل معه لنهائي كأس آسيا عام 2000 والتي شهدت إضاعته لركلة جزاء في المباراة النهائية أمام اليابان (صفر-1)، كما شارك مع المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 94 وأولمبياد أتلانتا 96 وبطولة القارات 99. وشارك إدريس في دورات الخليج وسجل خلال مشاركاته العديد من الأهداف التي يأتي في مقدمتها هدفه في المرمى الإيراني في تصفيات كأس العالم والتي كسبها الأخضر 4-3 وحقق إنجازاً غير مسبوق بتواجده في نهائيات كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه. ويعتبر إدريس هدافاً من طراز رفيع ويسجل من أنصاف الفرص، فقد سجل خلال مسيرته الرياضية مع المنتخب وناديي أحد والاتحاد 189 هدفاً بواقع 21 هدفاً مع المنتخب و29 هدفاً مع أحد و139 هدفاً مع الاتحاد، ويعتبر حمزة ثاني هدافي الدوري برصيد 113 هدفاً بعد نجم نادي النصر السابق ماجد عبدالله الذي سجل 189 هدفا . كما أن اللاعب سجل العديد من الثلاثيات «هاتريك» والسوبر هاتريك أمام فرق النجمة والوحدة والاتفاق والرياض، كما أنه يعتبر لاعباً حاسماً إذ نجح في تتويج فريقه بعدد من البطولات بسبب أهدافه القاتلة. ولم يحصل حمزة إدريس خلال مسيرته الرياضية التي امتدت طيلة 12 عاماً على بطاقات حمراء أو صفراء ما عدا واحدة حمراء أجمع عليها المحللون أنها سوء تقدير من الحكم.