بعد إغلاق شوارع ابن عباس في محافظة الطائف أثير موضوع القبور الموجودة في المنطقة، وما إذا كانت تخص أحدا من الصحابة الكرام، وقد اطلعت على ما ذكره الدكتور صالح بن سعد اللحيدان حول هذا الموضوع حيث قال: إن القبور الموجودة حول مسجد ابن العباس ليست قبورا للصحابة، إنما قبور المتأخرين منذ القرن الثاني. ثانيا: إن جامع ابن العباس يوم ثقيف وهوازن كان خارج الطائف ولم يدخل إلى السوق إلا منذ 300 سنة فقط. وعليه أقول: عندما قدم الرسول الكريم إلى الطائف في السنة الثامنة من الهجرة النبوية الشريفة بعد غزوة حنين، أراد عليه الصلاة والسلام فتح الطائف، لكن الله لم يشأ ذلك، قيل: اقتضت الحكمة الإلهية أن يؤخر لئلا يستأصلوا قتلا. وكانت ثقيف تحارب الرسول من داخل سورها، فرمتهم ثقيف بالحجارة والنبل، فقد نصب رسول الله منجنيقا على حصنهم، وكانت مع المسلمين دبابة من جلود البقر فألقت عليها ثقيف سكك الحديد المحماة فأحرقتها فأصيب من تحتها من المسلمين. ومن ثبت استشهادهم في الطائف من صحابة رسول الله يوم فتح الطائف في السنة الثامنة من الهجرة، اثنا عشر رجلا ( حسب ما ذكرته كتب السيرة والأحاديث الصحاح ) حيال ذلك. وقد دفن هؤلاء الشهداء رضي الله عنهم في مقبرة تسمى مقبرة الشهداء التي بجانب مسجد عبد الله بن عباس رضي الله عنه من الجهة الشرقية من المسجد، وهي معروفة حتى الآن. أما سور ثقيف الذي بنته قبيلة ثقيف قبل الإسلام، حصنا لهم لرد الغزوات عنهم وموقعه في العصر الجاهلي، حسب ما ذكر فإنه يقع في الجهة الجنوبية لوادي وج ما بين شهار جنوبا والمثناة غربا وحوايا شرقا (حاليا) وله بابان هما: باب لبني يسار وسموه صعبان، وباب آخر لبني عوف وأطلقوا عليه سامرات. وبقي هذا السور قائما حتى القرن السادس من الهجرة، أما بناء مسجد عبد الله بن عباس ( رضي الله عنه ) في الطائف فكان في سنة 592ه ، في عهد الخليفة الناصر لدين الله العباسي، الذي تولى الخلافة من سنة 575 ه ، إلى سنة 623 ه، وقد جددت عمارة المسجد مرات كثيرة خلال القرون الماضية، ثم بنيت من حوله قبور المسلمين حتى سنة 1071ه في عهد الشريف زيد بن محسن فأمر بعدم دفن الموتى بجوار المسجد ثم فصل في سنة 1081ه جدار مابين المسجد والقبور وخلال القرون الماضية أنشئت مقبرة عامة للمسلمين تقع جنوب مسجد ابن عباس، وحسب ما ذكر في المصادر التاريخية بأن هذه القبور يرجع تاريخها إلى أكثر من 340 سنة، أما بناء السور الثاني فهو سور حديث فقد تم بناؤه سنة 1214ه ، فقد أصبح مسجد ابن عباس خارج السور من الجهة الجنوبية للطائف. عيسى علوي القصيّر كاتب وباحث سياحي الطائف