اطّلعتُ على ما ذكره فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد اللحيدان، الذي نُشر بجريدة (المدينة) عدد (16960) “حول إغلاق شوارع ابن عباس بالطائف، والقبور التي بجوار المسجد)، فقد تحدّث فضيلته بقوله: إن القبور الموجودة حول مسجد ابن عباس ليست قبورًا للصحابة، إنما قبور المتأخرين منذ القرن الثاني. ثانيًا: إن جامع ابن عباس يوم ثقيف وهوازن كان خارج الطائف، ولم يدخل إلى السوق إلاّ منذ 300 عام فقط.ومن هذا المنطلق التاريخي أحببتُ أن أوضح للقارئ الكريم بعض المعلومات التاريخية حيال ذلك: عندما قدم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف في السنة الثامنة من الهجرة النبوية الشريفة بعد غزوة حنين، أراد عليه الصلاة والسلام فتح الطائف.. لكن إرادة الله تعالى لم تفتح له الطائف. قِيل: اقتضت الحكمة الإلهية أن يؤخر لئلا يستأصلوا قتلاً. وكانت ثقيف تحارب الرسول من داخل سورها، فرمتهم ثقيف بالحجارة والنبل. فقد نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم منجنيقًا على حصنهم، وكانت مع المسلمين دبابة من جلود البقر، فألقت عليها ثقيف سكك الحديد المحماة فأحرقتها، فأصيب مَن تحتها من المسلمين. ومَن ثبت استشهادهم في الطائف من صحابة رسول الله يوم فتح الطائف في السنة الثامنة من الهجرة اثنا عشر رجلاً -حسب ما ذكرته كتب السيرة والأحاديث الصحاح- حيال ذلك. وقد دُفن هؤلاء الشهداء -رضي الله عنهم- في مقبرة تُسمّى مقبرة الشهداء التي بجانب مسجد عبد الله بن عباس-رضي الله عنهما- من الجهة الشرقية من المسجد، وهي معروفة حتى الآن. أمّا سور ثقيف الذي بنته قبيلة ثقيف قبل الإسلام حصنًا لهم لرد الغزوات عنهم، وموقعه في العصر الجاهلي -حسب ما ذكر- فإنه يقع في الجهة الجنوبية لوادي وج، ما بين شهار جنوبًًا، والمثناة غربًًا، وحوايا شرقًا (حاليًّا) وله بابان هما: باب لبني يسار وسمّوه (صعبان)، وباب آخر لبني عوف وأطلقوا عليه (سامرات). وبقي هذا السور قائمًا حتى القرن السادس من الهجرة. أما بناء مسجد عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- بالطائف كان في سنة 592ه، في عهد الخليفة الناصر لدين الله العباسي، الذي تولّى الخلافة من سنة575ه، إلى سنة 623ه، وقد جددت عمارة المسجد مرات كثيرة خلال القرون الماضية، ثم بنيت من حوله قبور المسلمين حتى سنة 1071ه في عهد الشريف زيد بن محسن، فأمر بعدم دفن الموتى بجوار المسجد، ثم فصل في سنة 1081ه جدار ما بين المسجد والقبور وخلال القرون الماضية انشئت مقبرة عامة للمسلمين تقع جنوب مسجد ابن عباس، وحسب ما ذكر في المصادر التاريخية بأن هذه القبور يرجع تاريخها إلى أكثر من 340 عامًا، أمّا بناء السور الثاني فهو سور حديث فقد تم بناؤه سنة 1214ه فقد أصبح مسجد ابن عباس خارج السور من الجهة الجنوبية للطائف. كما أضاف فضيلته فيما يتعلّق بالقبور، في البند الأول والثاني فأنا مع فضيلة الدكتور فيما ذهب إليه في البندين أعلاه. وحتى نقطع الشك باليقين خلال العقود المقبلة -بإذن الله- في موضوع المقابر مرة أخرى إلى حين صدور فتوى من هيئة كبار العلماء في هذا الموضوع. لذا أتقدم بهذا الاقتراح إلى أمانة محافظة الطائف: 1- أن يتم حفر كافة المواقع التي بجوار المسجد؛ لاستخراج ما بقي من عظام وتراب وتنقل بواسطة أكياس وتدفن في المقبرة العامة مادامت الشوارع مغلقة حاليًّا. 2 إزالة المثلث الذي بجوار المطعم، حيث تنبش الأرض لإخراج ما يجدوا فيه من عظام. 3 يصبح شارع ابن عباس بعد إزالة المثلث متّسعًا للحركة المرورية فيه وسهولة السير، علمًا بأن حركة السير في هذا الموقع خلال المواسم والإجازات مربك للحركة المرورية. 4 يصبح اتجاه الشارع من اليمين متّجهًا إلى شارع هدية، والآخر يتّجه إلى الجنوب الشرقي لشارع السلامة والمواقف، علماً بأن هناك ربكة مرورية في اتجاه الشارعين المذكورين أعلاه حاليًّا. وفق الله المسؤولين فيما يحقق المصلحة العامة للمسلمين. إنه سميع مجيب.