رغم ما تم اعتماده من مبالغ ضخمة في الميزانيات السابقة منذ أكثر من ثلاثين عاما كانت كفيلة ببناء البنى التحتية في جميع مدن وقرى المملكة، وأن نعيش في رفاه، إلا أن غالبية المواطنين في مختلف المدن والقرى عانوا من قصور خدمات البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي وشبكة تصريف مياه الاأمطار ودرء مخاطر السيول. لقد كانت البنية التحتية من أولويات خطط التنمية منذ أربعين عاما والحقيقة أن كثيرا من خطط التنمية افتقدت آليات المتابعة والرقابة والمساءلة والمحاسبة، ووقفت وزارة المالية عائقا أمام كثير من المشاريع بالإضافة إلى نظام مناقصاتها الذي سبب تعثر كثير من مشاريع البنية التحتية بالإضافة إلى التقاعس وعدم الشعور بالأمانة والمسؤولية وانعدام الرؤى لدى بعض المسئولين. أربعون عاما وثماني خطط تنمية لم تكتمل لدينا البنية التحتية ونحن من أغنى الدول ثروة في العالم، ثم تظهر بعض مدننا بالصورة المؤلمة والمخجلة كالتي ظهرت بها مدينة جدة، وتغرق مناطق من مدننا ومباني جامعاتنا ومدارسنا ومستشفياتنا وبعض المباني الحكومية ومنازلنا بمجرد هطول أمطار وليست فيضانات، وتختلط بمياه الصرف الصحي ويهرع الرجال والنساء والأطفال خارج منازلهم ويفقد البعض ممتلكاته واسرته، وتنتشر بيننا الأمراض. أربعون ميزانية ضخمة، تزداد أرقامها عاما بعد عام ولا زالت صهاريج الصرف الصحي تسير في شوارعنا بجانب صهاريج المياه، ورجالنا ونساؤنا يقفون في طوابير في وضح النهار وتحت أشعة الشمس وفى الأسحار لجلب صهريج ماء. كفانا إحباطا ومعاناة، عانينا من سوق الأسهم ومن العلاج الطبي ومن البطالة ومن الإسكان ومن البيروقراطية في الأجهزة الحكومية والقصور في البنية التحتية زادنا إحباطا. ألم يحن الوقت لإنهاء معانات سكان مدينة جدة من مشكلة هطول الأمطار ودرء مخاطر السيول أيها المسؤولين باعتماد المبالغ المطلوبة وإنهاء المشكلة في مدة لاتتجاوز الأربع سنوات بإشراف لجنة برئاسة أمير المنطقة.