بداية عام جديد نتوجه بحمد الله وشكره على النعم.. كل النعم المفترشة على مد أعيننا والمجنحة مع نور بصائرنا.. كل النعم الدائمة وتلك التي تخصنا بها المواسم والنفحات.. وأعظم النعم نعمة الإسلام والايمان التي لا نؤدي حق شكرها إلا إذا اشرأبت نفوسنا تماماً.. بأن الايمان.. محض نعمة.. وأن الله عز وجل اصطفانا وخصنا.. إنها نعمة عظيمة من المولى عز وجل لم يعطها لأب نبيه وخليله إبراهيم عليه السلام وحرمها ابن نبيه نوح عليه السلام وخصنا نحن بها فصرنا المؤمنين. دعونا أيها الكرام في بداية هذا العام نتفيأ ظلال هذا الإيمان الذي ما ترك جانباً في حياة المسلم الا وضأه فأصبح مشرقاً. يقول صلى الله عليه وسلم: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً» ما أعظمها وأسماها تلك الأخلاق الإيمانية التي اجتمع فيها القلب والبدن ليصوغا سلوكاً إيمانياً في التعامل مع الآخرين.. تلك الأخلاق الإيمانية فطن لأهميتها ودورها علماء المسلمين.. فها هو شيخ الإسلام ابن تيمية يقرر بأن الإيمان مصدر الإلزام الخلقي في (النظرية الخلقية) يقول: «الإيمان له قوته الإيجابية التي تعمل على تنمية المشاعر وتنقيتها وأن القوة الإيمانية تترك بصماتها على اتجاهات السلوك الإنساني لا سيما في مجال العلاقات الإنسانية». والإيمان يزيد وينقص تلك المفاضلة هي ما ينبغي أن نتنبه إليه فمتى ما حرصنا على الإيمان وروينا شجرته الضاربة في أعماقنا برواء المحبة أثمرت أخلاقاً إيمانية يذوق حلاوتها المجتمع الإسلامي بأسره ف«لا يسرق المؤمن حين يسرق وهو مؤمن ولا يزني المؤمن حين يزني وهو مؤمن» إنها حالة إيمانية تبينها جملة الحال «وهو مؤمن» أي حال كون الإيمان قائما في قلبه ماثلا أمامه سلوكا إيمانيا يزجره وينهاه. كل عام وأخلاقنا إيمانية المصدر والروافد. [email protected]