قالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية نقلا عن مسؤولين في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل سلمت البارحة الأولى الوسيط الألماني ردها على صفقة شاليط، وحسب المصدر، فمن غير المتوقع أن يجري المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية نقاشات أخرى، وأن المبعوث حجاي هداس تلقى التعليمات من الحكومة الإسرائيلية للاستمرار بالاتصالات مع الوسيط الألماني الذي سيكون حلقة الوصل بين حماس وحجاي هداس. وذكرت المصادر الإسرائيلية أن الوسيط الألماني وصل غزة أمس قادما من إسرائيل عبر معبر «أيرز» شمال قطاع غزة؛ ليسلم حماس رد إسرائيل على طلبات حركة حماس وآخر المقترحات الإسرائيلية. هذا وأفادت القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي الليلة الماضية، أن مداولات الطاقم الوزاري المصغر في إسرائيل خلال اليومين الماضيين تمحورت حول مسألة تجاوب تل أبيب مبدئيا مع متطلبات الصفقة. وقد تقرر في نهايتها تسليم الوسيط الألماني قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين توافق إسرائيل على إطلاق سراحهم، حيث قال التلفزيون الإسرائيلي: إن هذه القائمة تضم أسماء 125 أسيرا فلسطينيا من ضمن 170 كانت «حماس» قد نقلت أسماءهم إلى إسرائيل، وفي حال إنجاز الصفقة سيتم الإفراج عنهم مع 325 أسيرا آخر سبق أن اتفق الجانبان على إطلاق سراحهم. وكشف التلفزيون الإسرائيلي عن تخوف المستوى السياسي في إسرائيل من أن يحاول قادة «حماس» في دمشق عرقلة تنفيذ الصفقة، مما سيؤدي إلى تأجيلها مرة أخرى. وأشار إلى أنه ما زالت هناك فجوات بين مواقف إسرائيل و«حماس» فيما يتعلق بأسماء الأسرى، وفكرة إبعاد بعضهم إلى الخارج على حد سواء. إلى ذلك نقلت صحيفة «هآرتس» عن مصادر إسرائيلية، وصفت بأنها مطلعة على تفاصيل المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى، أن هناك محاولة جدية لجسر الفجوات بين موقفي إسرائيل وحركة حماس. وأشارت إلى أنه في إطار التحفظات الإسرائيلية التي وضعتها إسرائيل هناك مطلب يقضي بإبعاد ما يقارب 100-130 أسيرا ممن شاركوا في عمليات قتل فيها إسرائيليون إلى قطاع غزة والدول العربية وأوروبا. وادعت المصادر الإسرائيلية ذاتها أن هذه التحفظات ليست محاولة للتملص من إنجاز صفقة وإلقاء المسؤولية على حركة حماس، وأنه يجري البحث عن مخرج يؤدي إلى إنجاز الصفقة. وفي المقابل، نقلت الصحيفة عن القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، قوله: إن حماس تطالب بأن يعود كل أسير يتم تحريره إلى بيته وعائلته. كما نقلت عن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، قوله: إن «حماس» تصر على قائمة الأسرى التي تتضمن أسرى الداخل وأسرى القدس وأسرى الدول العربية وذوي المحكوميات العالية. وأضافت المصادر أن إسرائيل تنتظر رد حماس على «التحفظات الإسرائيلية»، وبحسبها فإن التقديرات تشير إلى أن إنجاز الصفقة ليس قريبا، وأن ذلك من الممكن أن يستغرق أياما وقد تصل إلى لأسابيع.