ثلاث وثلاثون رسالة تحمل توقيعات بأسماء مختلفة لكن الموضوع مشترك كلها تتحدث بوفاء ونبل عن إنسان واحد لا غير (علي فرمان خان) الباكستاني المنقذ الذي مارس الإيثار والشجاعة في الوقت الصعب وخرج على يديه بفضل الله أربعة عشر غريقا.. كلهم يدينون له بنجاتهم، والله المنجي وكان (فرمان) هو السبب. هنا أكتب بدافع أملاه علي قراء كرام، وفي الكتابة الصحافية حامل القلم.. هو في الوقت ذاته حامل رسالة.. وبقدر ما يكون أقرب إلى القراء الكرام بقدر ما يكون أقرب إلى تحقيق رسالته على الأرض! حملوني مسؤولية السكوت عن تضحية البطل الذي قاوم بمفرده جبروت السيل العرم وتصدى لهديره الجبار فبادر كما تقول الرسائل وهي كما قلت لأشخاص مختلفين لكنهم اتفقوا في وصف القصة.. قام (فرمان خان) بربط الحجارة طرف الحبال الممدودة منه إلى الغرقى المستغيثين وكان يربط حبلا في حبل إلى أن يصل حد الغريق وهكذا أنقذ أربعة عشر نفسا وأثناء محاولته إنقاذ الروح الخامسة عشرة خارت قواه وابتلعه السيل الجارف! هذا ما يقوله القراء وما رأيت بعيني ويكفي أن يكون القراء لنا عيونا وآذانا! والقصة هي عبارة عن تسجيل موقف يعبر عن علاقة مترامية الأطراف تجمع بين المواطن والمقيم وطالما كانت هذه العلاقة محط شك وتساؤل بل طالما عانت بلادنا من هجوم البعض من الأشقاء والأصدقاء على نظام الكفيل.. وكأن دور الكفيل مثل دور السياف لا فرق!! على مر الأزمان ظل الآخرون يبحثون عن البقع الداكنة في أنظمة العمل ولا يرون اتساع مساحة الرداء النظيف الذي احتوى الجميع تحت مظلة الفرص الوظيفية المتنوعة والمتاحة، فشاركونا اللقمة والنعمة وعشنا وإياهم الرخاء لهم فيه مثل ما لنا بل وأحيانا أكثر!! ومع ذلك كانوا يرون القصور ولو صغر، ولا يرون الاحتواء مهما كبر! قصة (فرمان) جاءت من عند الله. فلو فر فرمان إلى بيته واعتصم فيه ناجيا بأسرته الصغيرة لن يلومه أحد! وليس ملزما بإنقاذ غيره، فعقد العمل الذي وفد إليه لا يلزمه بالإنقاذ وليس فيه نص أن يقوم بدور المنقذ في الشدائد! كما أن وظيفته لا علاقة لها بالإنقاذ المدني ولا الدفاع المدني!! من تلقاء نفسه بادر ولو لم يكن في أعماقه شعور صادق أن هذا الوطن وطنه البديل وأن هؤلاء الناس أحبابه وأصدقاؤه وأهله وناسه ما بذل الغالي لإنقاذهم! فما دام ليس مكلفا ما هو دافعه غير الولاء لأرض احتضنته!! وفي المقابل، السعوديون الذين يرددون قصته في المنتديات والساحات والمواقع الإنترنتية وينشرون صورته على الملأ ما هو دافعهم غير مبادلة الوفاء بوفاء والتضحية ببر واحتواء!! جميل منا نحن الذين نكتب تسليط الضوء على هذه المعاني في الروابط بين المواطن والمقيم بل واجب! هذا هو الرد المفحم على المشككين بأخلاقياتنا، وينبغي اليوم إكرام عائلة البطل (فرمان) لأن هذا الوطن أكرم الذين أصابتهم الكوارث في بلادهم ولم ينقذوا لنا غريقا، فكيف بمن أنقذ وأخلص!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة