الزميل المتألق عبدالله منور الجميلي كان الكاتب الأول الذي روى قصة الوافد الباكستاني فرمان علي خان الذي أنقذ 14 نفسا من الموت قبل أن يقضي هو نحبه . الزميل الجميلي كان قد طالب بتكريم ذكرى الشهيد خان بالتبرع لأسرته بما يكفيها لكي تعيش في ظل مستقبل مادي آمن . في رأيي أن هذا هو أقل واجب تجاه الشهيد فرمان علي خان الذي لم يفكر في النجاة بنفسه وبناته الثلاث وزوجته، وإنما تصرف بما تمليه عليه النخوة والإيثار والبطولة متحديا السيل الهادر في سبيل إنقاذ أرواح ربما لم يكن يعرف أحد من أصحابها . ولذلك فإن التعويضات التي يجب أن تصرف لذوي الرجل يجب أن تعادل التعويضات التي ستُصرف ل14 شهيداً دفعة واحدة. هذا هو العدل. أما فيما يمكننا نحن أن نستفيد منه بخصوص قصة الشهيد خان، فهو محاربة العنصرية بكافة أشكالها. ولتحقيق هذه الغاية هناك وسائل كثيرة من بينها تخليد ذكرى خان عن طريق إضافة قطعة دراسية تحكي عن بطولته في مادة القراءة مثلا سواء للمرحلة الابتدائية أو المتوسطة. وقصة كهذه تحتوي على عناصر التشويق والمغامرة والبطولة والواقعية والحس الإنساني الرفيع، ستكون كفيلة باجتثاث محاولة لزرع بذور العنصرية داخل أولادنا. لقد طالب البعض بتسمية شارع باسم فرمان علي خان وطالب البعض بتسمية مدرسة باسمه وطالب البعض بمنح أسرته إقامة دائمة في المملكة، وكلها اقتراحات جيدة لكن الأهم هو أن نستغل القصة في سبيل تنشئة جيل كامل على احترام قيمة الإنسان دون النظر إلى جنسيته أو لونه أو عرقه أو مذهبه أو دينه. إذا لم نكرم خان فعلينا وعليكم السلام.