لن يتوقف الحديث عن الفتيات والشبان المتطوعين وحتى المسنين الذين خرجوا من بيوتهم تلبية لنداء الواجب الاجتماعي، الفرح في موقع تجميع التبرعات وحتى في الوجوه التي تنزل إلى الميدان حاضر بكل تفاصيله، بالفعل الوطن فرح بأبنائه الذين أخذوا على عاتقهم المسؤولية وانطلقوا بكل حب ملبين النداء. ولكن تتدحرج، في كل موقع يكون فيه المتطوعون، أسئلة تكاد تكسر رأس المراقب للوضع، ماذا يحدث؟ أهذه الوجوه من كل أطياف المجتمع؟، أين الرؤوس التي كانت تطل مطلع شهر رمضان لتلبية نداءات الجمعيات الخيرية؟. أين الصرخات التي كانت تملأ بعض المساجد لنجدة من هم في آخر الدنيا، إن مشاركة الانسان لأخيه في أية بقعة في العالم هي واجب سامٍ، ولكن الواجب أيضا أن يتحرك الجسد أولا لأعضائه التي إن اشتكى عضو سهر البقية. والتساؤل مازال يطل برأسه عن رجال أعمال ومؤسسات كبيرة سمعنا وقرأنا وتابعنا لأعوام أنها مدت يدها إلى ما وراء البحار، أين الحضور الحقيقي للمصارف والاستثمارات الأجنبية الضخمة؟. إنني هنا لا أعمم بل إنني وجدت من رجالات جدة وأهلها النبلاء ما لم أسمع من قبل، وقصص العطاء مازالت حية، ومن تجربة شخصية ميدانية عرفت أن أشخاصا كانوا على مدار الساعة يراقبون الوضع ويدفعون بعشاق الخير إلى الأمام. لا أود حقيقة أن أتحدث عن اسم بعينه، ولكن سأتحدث عن رجل أعمال كان بودي أنه سمح لي بأن أذكر اسمه، رأيت معداته ورجاله وأمواله تغطي المكان، لم يكن وحده بالبذل والسخاء، بل إن رجال أعمال كثرا من أهل جدة حضروا بقلوبهم وأموالهم، ولكن ما ميزه حضوره اليومي إما بنفسه أو باتصالات هاتفية لا تنقطع. جند هذا الرجل واحدة من أكبر شركاته المتخصصة في نقل البضائع والطرود لتتفرغ فقط لنقل المساعدات إلى المتضررين في بيوتهم المؤقتة. صورة أخرى في مركز التبرعات لامرأة خمسينية بعد أن توصل أبناءها إلى المدارس تختار زاوية بعيدة أصبحت معروفة، تضع قهوتها الصباحية إلى جوارها، وتدخل في عمل متواصل لجمع الأطعمة ووضعها في أكياس دون أن يسمع صوتها من أن تحضر حتى تغادر. في جدة حزن أكيد على ما حدث، ولكن هناك فرحا غامرا بهبة رجال على رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، الذي عاهد الله ثم ولاة أمر البلاد بأن تكون جدة أجمل، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة الذي بالفعل أثبت في هذه الأزمة أنه قائد حقيقي أدهش الجميع بوقوفه على عين الأزمة وتلمس حاجات الناس والتوجيه بالمعالجة الفورية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 245 مسافة ثم الرسالة