قال الضَمِير المُتَكَلِّم : كنت صباح الخميس الماضي في زيارة لجدّة ؛ نعم مضت عِدة أيام على كارثة السيول ؛ وغَرَقِ أحياء أصبحت مُشَبّعَة برائحة الموت ؛ ولكن الكارثة الحاضرة الآن هي معاناة المواطنين والمكلومِين في الحصول على السكن البديل والتعويضات التي أمر بها الملك -حفظه الله- ، فالمكاتب المؤقتة الخاصة بهذا الأمر تشهد طوابير طويلة ، وزحاماً شَديداً تَتَساقط فيه (الشُّمغ والعُقل ، وربما الملابس) ، يقول مجموعة من المواطنين: (أنهينا المستندات اللازمة لتمكيننا مِن سَكَنٍ يَضُم أطفالنا منذ أكثر مِن أسبوع ، وكل يوم نُراجِع هذه المكاتب ؛ ننتظر طويلاً ؛ نسأل ؛ ولا جواب هنا إلا : أسماؤكم لم تُدخل في الجهاز ؛ ماذا بعد ؟ أين نذهَب ؟ ومَن يُنصفنا ؟ ولماذا الحاسب الآلي نعمة عندهم ، ونقمة وذريعة للتخاذل والكَسَل عندنا ؟) والحقيقة أن الواجب الديني والفريضة الوطنية والإنسانية تقتضي الجِديّة في الأخذ بيد هؤلاء المساكين الذين فقدوا أعز ما يملكون أبناءهم وذويهم ، ثم بيوتهم وممتلكاتهم؛ وهم الآن في العراء أو عَالَة على الأقارب والأصدقاء ؛ الأوضاع المأساوية التي يعيشها هؤلاء تنادي بأن تتخلى الجهات المعنية عن البيروقراطية والروتين المُمل ، وأن تكثّف أعداد الموظفين ولو بالنّدْب من مناطق أخرى لسرعة إنهاء الإجراءات ، والأهم أن يَشْعُرَ أو يَسْتَشعر كل مسؤول أو موظف بحجم مصيبة ومعاناة هؤلاء الناس. والأهم أن كارثة جدة رغم ما أفرزته من دموع وأحزان يصعب نسيانها ؛ إلا أنه درس يجب أن نُفِيد منه بأن تكون هناك جهة مستقلة مُدربة مهمتها إدارة الأزمات والكوارث ووضع الحلول والخطوات الاستباقية العملية لأي طارئ مفاجئ. هَمْسَة : يوم الأربعاء الماضي تحدث الضمير المتكلم عن قصة الشهيد (فَرَمَان علي خَان) الذي غَرق -رحمه الله- بعد أن أنقذ أربع عشرة نَفْسَاً ، وقد ترك خلفه أسرته وبناته الثلاث ؛ وكان هناك نداء بتكريمه والاهتمام بأسرته ؛ وقد وصل للضمير المتكلم فاكس من أحد الفضلاء يُعْلِن عن تبرعه بمصاريف أسرته هنا أو في باكستان ؛ فأرجو مِن ذويه أو مِمن يعْرفه التواصل مع الكاتب أو الجريدة ؛ لترتيب الأمر ؛ ندعو الله أن يُبَارك هذا المتبرع وأن يجزل له العطاء. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected]