منذ «20» عاما تقدمت مجموعة من أهالي قرية الديلمي 22 كم شمال بيشة بطلب تخصيص موقع في القرية لإقامة مبنى مدرسي للمرحلتين المتوسطة والثانوية، وفي تاريخ 20/5/1428 اعتمدت وزارة التربية والتعليم تنفيذ المشروع في موقع وسط القرية بقيمة إجمالية بلغت ثمانية ملايين وستمائة وسبعة وخمسين ألفا وأربعمائة وريالين بمدة تنفيذ تبلغ (720) يوما من لحظة استلام الموقع. لكن خلافا حدث بين أهالي قرية الديلمي حيث يرغب فريق من الأهالي بتخصيص الموقع ساحة من أجل إقامة الاحتفالات الشعبية عليها بينما الفريق الآخر يصر على تنفيذ المبنى المدرسي في ذات المكان بعد اعتماد المشروع. استمر الجدل بين الفريقين ورفعت الاعتراضات والمطالب إلى الجهات المعنية في المحافظة لتحسم الجدل أمانة منطقة عسير بعد عامين من الجولات الماراثونية وأبعدت الموقع المقترح لإنشاء المدرسة مسافة لا تقل عن أربعة كم غرب القرية ما اعتبرته إدارة التربية والتعليم في محافظة بيشة موقعا بعيدا وخطرا على الطلاب والمعلمين والأهالي كونه يقع على طريق بيشة/الرياض السريع وفي منطقة غير مأهولة بالسكان. الموقف الصادر من أمانة عسير واعتراض إدارة التربية والتعليم على ذلك أشعل الجدل مجدداً وأسهم مرة أخرى في تعطيل المشروع، حيث يؤكد رئيس بلدية بيشة الدكتور فيصل الصفار أن وزارة الشؤون البلدية والقروية أصدرت قراراً بتخصيص الموقع ساحة شعبية ومواقف عامة للقرية إضافة إلى إمكانية استخدامه ساحة إخلاء فيما لو حدث حريق أو كارثة في القرية، وتمسكت وزارة التربية والتعليم بالموقع الأول للمدرسة، وأوضح مدير إدارة التربية والتعليم للبنين في بيشة سعيد بن فرحة آل عثمان أن إدارة التعليم حررت مجموعة من الخطابات منذ ما يزيد عن خمسة أعوام كلها تصب في مطلبهم الأوحد. وعلل مدير التربية والتعليم في محافظة بيشة تمسك إدارته بموقع المدرسة إلى أهمية الموقع من ناحية قربه من الكثافة السكانية للقرية وبالتالي سهولة وصول الطلبة والمعلمين إليه. واعتبر سعيد آل عثمان أن الموقع المقترح من قبل البلدية «لا يصلح البتة» . وأبان مدير التربية والتعليم في محافظة بيشة أن أحد الأهالي تبرع بموقع آخر لكنه ضيق المساحة نوعا ما، كاشفا عن توجههم لإقامة المبنى عليه إذا تعذر وجود خيار آخر لديهم. أحد أهالي قرية الديلمي قال إن كثيرا من أبناء القرية متضررون من إيقاف المشروع، وأوضح طامي الأكلبي أنه قام بمقاضاة وزارة الشؤون البلدية والقروية أمام ديوان المظالم وذلك إثر صدور قرار لجنة من وزارة الشؤون البلدية بتخصيص موقع مدرستهم ساحة شعبية. وأنحى المواطن الأكلبي باللائمة في تعطل المشروع على أمانة عسير حينما لم تُغلب المصلحة العامة، حيث وجهت الأمانة بلدية بيشة إلى تخصيص الموقع ساحة شعبية ونقل مبنى المدرسة لموقع آخر بعيد عن القرية، قائلا: «ونحن اعتراضنا على الموقع البديل المقترح من قبل أمانة عسير وحجتنا في ذلك أن وجود مدرسة أهم بكثير من ساحة شعبية». وأضاف طامي الأكلبي وهو المفوض من أهالي قرية الديلمي بمتابعة القضية لدى المحكمة الإدارية «أن القضاء لازال ينظر في قضية الأهالي و قاضي المحكمة طلب من مندوب البلدية إحضار صك الحكم بتخصيص الموقع ساحة شعبية».