كنت أستمع إلى نشرة الأخبار يوم السبت الماضي وإذا بها تنقل استقبال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض للعلماء والمسؤولين والمواطنين صباح السبت وبعد صلاة الظهر وقد توافدوا للسلام عليه جريا على عادة سموه. ثم ارتشفت جرعة من الماء ورفعت عينيي إلى السماء بحضور أسرتي حمدا لله على سلامة الأمير سلطان وعودة أمير الرياض المحبوب الأمير سلمان. أجل إنه قصر الحكم الذي رقص طربا بعودة أميره الناصح الصادق لأمته ووطنه ورعيته. مجلس الأمير سلمان أحد شواهد المملكة العربية السعودية الحضارية والإنسانية. مجلس بهر المثقفين وهز مشاعر الضيوف الأجانب واستقطب أنظار الصحفيين والإعلاميين والمهتمين في الداخل والخارج. بساطة في الدخول يمثل قمة التطبيق العملي لسياسة الباب المفتوح المحمولة ببصمة سعودية خالصة. يستطيع حتى ذلكم العامل المهضوم والمظلوم أن يتقدم خطوات لقصر الحكم في الرياض ليقدم مظلمته إلى المنصف العادل سلمان. لا تحمل جلسته تلك البروتوكولات الصاخبة التي تتلقاها وتملؤها مجالس الحكام والرؤساء المملوءة بالحجاب والحراس حتى لا يستطيع ذو المصلحة والحاجة الوصول إلى مبتغاه. مجلس سلمان لم ينل حظه من الدراسة والتأمل بل بحق يصلح أن يكون بحد ذاته موضوعا لدراسة علمية خاصة تتناول هذا الأنموذج الفريد في العدل والتعامل مع الرعية وحسن الإدارة وتحمل المسؤولية. إنه ملمح إداري نادر وأنموذج للحكم السعودي الممتد منذ ثلاثة قرون في تواصل أئمة آل سعود وحكامهم مع رعيتهم ومواطنيهم. كنت قد كتبت منذ أكثر من خمسة عشر عاما في زاوية أكتبها في مجلة اليمامة عن حادثة رأيتها مع الأمير سلمان حيث يفد الغريب والقريب والفقير والغني في جلستين الأولى في الصباح الباكر والأخرى بعد الظهر حتى المرضى يتكفل بعلاجهم ويواسي جراحهم. من طرائف ما رأيت في سنة 1420ه أن أقامت أمانة مدينة الرياض حفلا على شرف سموه وكان الموعد الثامنة صباحا كما حدده سموه. حضر موكبه في ذلك الصباح والساعة الثامنة تحديدا وكان كثير من المسؤولين المنظمين لم يحضروا بعد ظنا منهم أنه موعد صوري فحسب. لكنها ساعة الأمير سلمان التي لا تعرف التأخير أو التقصير. وحدثني سكرتيره الخاص الخلوق عبد الله السلوم (رحمه الله) عن حضور الأمير الصباحي وصارحني بأن الأمير كثيرا ما يطلب بعض مديري الإدارة في الإمارة وإذا بهم لم يحضروا بعد. وكنت أشاهد أخي وصديقي وجاري عبد الله السلوم (رحمه الله) يحرك سيارته إلى قصر الحكم في حوالي الساعة السادسة صباحا. إنه سلمان «وكفى» بهر الناس بتنظيم وقته وسعة أخلاقه وثقافته ودقته في إدارة أكبر مناطق المملكة العربية السعودية مساحة وسكانا وعملا ومسؤولية. التقيت بأحد الأخوة القطريين في لقاء المحامين الخليجيين المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة فتحدث لي عن عشقه للرياض وانبهاره بما وصلت إليه هذه المدينة العصرية من تقدم ورقي. وسردت له قصة هذه المدينة القابعة في وسط الصحراء مع عاشقها الأمير سلمان الذي أوصلها إلى أحد أجمل وأنظف وأنقى مدن العالم. تجولت قبل شهر تقريبا في دارة الملك عبد العزيز وحمدت الله أن تحقق لي وأمثالي من محبي التاريخ وعاشقي التراث هذا المعلم الرائع الجميل المتمثل في دارة الملك عبد العزيز. حيث دونت وحفظت قصة توحيد البلاد وحياة موحدها الكبير الملك عبد العزيز (رحمه الله). عبر هذا الصرح التاريخي المتميز الذي يمثل شامة في صدر العروس الرياض وكان مهندسه «سلمان». كان كثير من السعوديين يندبون حظهم قبل سنوات أن ليس ثمة متحف وطني يحكي قصة البلاد وتوحيدها ورجالاتها فكانت الدارة حلما تحقق وأمنية صيرها سلمان تحفة في وسط نخيل المربع ومبانيه الطينية الجميلة. إن تمنيت شيئا فليس سوى أن يتم إعداد زيارات للوزراء والمسؤولين الذين يتسنمون مسؤوليات ومهمات عديدة في الدولة، وقد أوصدت أبواب بعضهم أمام المواطنين والمراجعين وتكدست المعاملات ومل المراجع والمواطن من مماطلات بعضهم. فهلا تلقوا درسا صباحيا قبل تعيينهم في مدرسة سلمان الإدارية الإنسانية الكبرى. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 253 مسافة ثم الرسالة