مع ساعات الصباح الأولى من كل يوم، تزحف امرأة تسعينية من خيمة إيواء في أحد المسارحة، لتنعم بالشمس. إنها عائشة عبده، المرأة التي حملها ابنها واتجه بها إلى حيث الخيام، «كانت رحلة شاقة ظللت طوال ساعاتها أنظر باتجاه الشمس وأستنشق رائحة الحقول» هكذا وصفت الرحلة ببساطة امرأة تسعينية. «ألفت الجبال وقضيت مراحل عمري بين حقول الذرة والقصب وحينما أبلغوني أن العودة إلى قريتي غير معلومة قلت لهم فلتكن الرحلة برفقة أغنامي إذن» إنها معادلة الإنسان والمكان. تعتبر عائشة نفسها غريبة في مخيم الإيواء في أحد المسارحة «لا أحتمل صوت جهاز التبريد الخاص بخيمتي كما أنني لا أحب أبواق السيارات المحيطة بالمكان ولا أرغب العيش في خيمة». تمضي ساعات نهار المسنة التسعينية في مخيم الإيواء أمام خيمتها، تراقب الوجوه وتنهر الأطفال وتتحدث مع نفسها وتسأل أحفادها عن أخبار عمليات الصد المتوالية من قبل القوات المسلحة للمتسللين «اللهم أنصر أبنائي الأبطال المرابطين على الحدود»، كانت دعوة صادقة من عائشة عبده، المرأة التسعينية النازحة من قرية حدودية جنوبية، المراقبة للشمس والمتطلعة للحظة معانقة الحقول.