توصلت شرطة جدة إلى شفرة مقتل آسيوي، عثر عابرون على جثته صباح أول من أمس قرب بناية سكنية في حي السلامة، وعليها طعنات قاتلة في الصدر. التحريات المبدئية رجحت هروب القتيل من قاتله وسقوطه في مكان غير بعيد من مسرح الجريمة، الأمر الذي دفع السلطات إلى تركيز البحث في نطاق المنطقة وحصر المشتبهين من ذات جنسية المجني عليه، لكن عدم تحديد هوية القتيل وجنسيته شكلت عقبة حقيقية أمام مجريات البحث والتحري، غير أن خبرة ومهارة رجال الأمن أثمرت عن تجاوز العقبة، فحصلت على معلومات مؤكدة أن القتيل سيرلانكي. في صباح الجريمة، تحركت إلى الموقع فرق من شرطة السلامة بقيادة مديرها ورئيس التحقيقات، وأجرت عمليات استقصاء وتحر سريعة مع الحرص على تطويق المكان بقصد الحفاظ على الدلائل والبصمات، في الوقت الذي انتشر فيه رجال البحث والتحري في مداخل ومخارج الحي الشهير لمنع القاتل المجهول من الفرار بفعلته. كما نجحت العناصر السرية من صيد معلومات غاية في الأهمية عن علاقات القتيل ومعارفه وأصدقائه والوصول إلى مقر سكنه في شارع فرعي في حي السلامة، وقادت عمليات الرصد والمتابعة رجال الأمن إلى تأكيد فرضية تعرض المجني عليه إلى طعنات بآلة حادة وهروبه من مسرح الجريمة متحاملا على آلامه قبل سقوطه في قلب الشارع. عندما اقتحمت السلطات الأمنية منزل الجاني أمس، عثرت على بقايا خمر في كؤوس على الطاولات، غير أن سكان الشقة كانوا غادروها إلى مكان غير معلوم، ولم يدم تواريهم عن الأنظار طويلا فسقط القاتل في يد الأمن بعد ساعات من فعلته، لكنه أنكر بادئ الأمر علاقته بما حدث لابن وطنه، ولم يجد بدا من الاعتراف بعد أن حاصره المحققون بالأسئلة والدلائل الدامغة والقرائن المؤكدة. فأقر السيرلانكي بأن الشقة التي جمعته بالقتيل، شهدت الجريمة في وقت مبكر من صباح الجمعة، بعد وصول الخلاف بينهما إلى طريق مسدود بسبب رفض المغدور مغادرة الشقة وإصراره على البقاء دون هوية نظامية، وقال القاتل في محضر التحقيق «طلبت من رفيقي الخروج من المنزل لأنه من متخلفي العمرة، عاندني وأصر على البقاء فدخلت إلى المطبخ وحملت سكينا وسددت إلى صدره وبطنه خمس طعنات كانت كفيلة بمنحه تأشيرة خروج نهائية من المنزل.. والحياة». الناطق الإعلامي في شرطة جدة، العقيد مسفر داخل الجعيد أبلغ «عكاظ» أن المتهم الذي سقط بعد أقل من 24 ساعة من جريمته يخضع للتحقيق والتحري لكشف مزيد من التفاصيل والوقائع.