تسلل رجل نحيل الجسد إلى مكتب محاسب يمني في أحد المنتزهات الشهيرة في منطقة الكورنيش البحري شمال جدة. وسدد طعنات إلى المغدور بغرض السرقة ودارت معركة دموية بين الاثنين حسمها القاتل بالطعنة القاضية قبل أن يهرب بمسروقاته. تلقت الأجهزة الأمنية في شرطة جدة بلاغا في السادسة من صباح أمس عن مقتل يمني وسط مكتبه في منتزه بحري شمال جدة، فتحركت الفرقة إلى الموقع وعثرت على جثة المحاسب اليمني «عبدالحليم مجاهد 45 عاما» وسط بركة من الدماء وعلى جسده أثر طعنات غائرة. وبحسب المعلومات التي استقتها سلطات الأمن من العاملين في الموقع فإن المغدور ظل يعمل في ذات المكان قرابة 20 عاما، ولم يعرف عنه خصومات أو عداوات ما رجح شبهة السرقة في الحادث. كما كشفت المعاينات الأولية أن جريمة القتل حدثت قبل الفجر بقليل. توافد إلى مسرح الحدث عدد من المختصين وخبراء الأدلة الجنائية وضباط في التحقيق، فيما أصدر مدير شرطة جدة اللواء على محمد الغامدي، تعليماته بسرعة ضبط وتوقيف القاتل ومنع هروبه. وعزز مدير الشرطة تعليماته بتشكيل فريق أمني يتولى التحقيق والتحري الميداني. لاحظ المحققون آثار الدماء تملأ المكان فبادر رجال الأدلة الجنائية في رفع البصمات وعمل مسحا شاملا لنقاط الدماء المتناثرة في أرجاء المكتب. واتضح أن بعضها تعود للقاتل الهارب، كما لاحظ المحققون امتداد نقاط الدماء في الممرات والمكاتب ما يعني أن اشتباكا حدث بين الاثنين وأن القتيل حاول النجاة بروحه وأن المتهم الغامض على دراية كاملة بمداخل ومخارج مسرح الجريمة ما يعني أنه أحد العاملين ممن تربطهم علاقة بالقتيل فتحفظ رجال الأمن على بعض الموجودات وأعلى البصمات فيما تولى فريق متمرس من شعبة التحريات والبحث الجنائي جمع الدلائل والمعلومات والانتشار في محيط الحدث وتتبع آثار الدماء من مسرح الجريمة إلى ثلاجة خضراوات وفواكه داخل المنتزه. وعثر الأمن في عمقها على مبالغ مالية سرقت من خزانة المحاسب اليمني الراحل عبدالحليم. تواصلت التحريات والمعاينات وتوقف رجال الأمن عند ملاحظة مهمة تتعلق بحدوث الجريمة في مكان عام يرتاده العشرات صباح مساء ويمتد العمل فيه إلى ساعات الفجر الأولى وتبين من خلال المعاينة أن القاتل عمد إلى إغلاق باب المكتب الرئيس قبل عبور ممر طويل والتوغل إلى غرفة يؤدي بابها إلى مكتب المغدور فبدأت فرقة الأمن في تحليل المعلومات المتوافرة منها، تعرض القاتل إلى جروح من أثر الاشتباك ومحاولة القتيل المقاومة. كما كشفت التحريات أن المتهم تسلل إلى المكان عبر نافذة صغيرة، اعتبر في نهاية الأمر الخيط الرفيع الذي قاد إلى كشف غموض الجريمة، حيث استبعدت الأجهزة الأمنية أصحاب البنية الثقيلة من قائمة الاتهام بعدما تأكد أن القاتل الغامض من بين العاملين في المنتزه حيث استغل المتهم معرفته بمداخل ومخارج مسرح الجريمة لارتكاب فعلته. المعلومات الأولية دفعت المحققين ورجال الشرطة في حصر أسماء العاملين في المنتدى ورصد المنسحبين والغائبين. وكشف ذلك عن تغيب عامل الثلاجة، كيني الجنسية 35 عاما، من موقع عمله دون سابق إنذار وتم في الحال تعقبه وملاحقته. حصلت الأجهزة عن معلومات عن تواجده مع إحدى قريباته في حي السلامة فتحركت الفرق الأمنية إلى الموقع وطوقته في الحال فيما توغلت عناصر إلى الداخل وعثرت على المشتبه يغط في نوم عميق على أرضية غرفته وعلى كفه آثار جروح وتم نقله للعلاج والإسعاف في مستشفى الملك فهد في جدة قبل مواجهته بالدلائل، فحاول إنكار علاقته بالحادث. وزعم أن الجرح الظاهر في يده من أثر شجار مع آخر حاول سلبه أثناء عودته من مقر عمله في وقت متأخر من الليل. لم تنطل تلك الادعاءات على رجال الأمن الذين حاصروا المتهم بالدلائل والآثار ونتيجة البصمات فتراجع عن ادعاءاته واعترف بقتل المحاسب. تابع مجريات التحقيق والتحري في الحادث مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي، فيما تواجد ميدانيا، مديرالتحقيقات الجنائية العميد محمد الجهني وتسلم مركز شرطة السلامة التحقيق في الحادثة بقيادة المقدم هاشم الجهني. وقال الناطق الإعلامي في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد، أن الحادث وقع عند الفجر واستهدف محاسبا يمنيا يبلغ من العمر 48 عاما ويعمل محاسبا للموقع السياحي المطل على الكورنيش، والطرف الثاني كيني الجنسية 35 عاما. وأضاف المتحدث أن الجريمة وقعت بدافع سرقة ربع مليون ريال كانت في خزانه مكتب المغدور.